منحوتاً مثلها للشمسِ غابَ مَن كان مرجوحةً للشّعر.. أبو يارا التي كانت “جدايلها شقر”.. ذلك الذي أرخى شالاً على كتِفِ رندلى.. حاكى المجدلية.. وسكن في عواصمَ عربيةٍ بالحرفِ المذهّب شَقع على لبنانِه أكوامَ قصائد.. حاربَ للعامية.. رشَقَ القُدس بسيفِ فلْيُشهر.. وأحبّ دمشقَ هواه الأرَقَ أحبَ جوارَ بلادِه .
لبنان اليومَ بلا رأس .. بلا عقل.. منزوعُ الروؤسِ المدبِّرةِ في الفنِ والسياسة ولأنّهم كبارٌ في الحياة.. هم أيضاً هاماتٌ في الموتِ يُقرّرون السيرَ معاً بعد إنقضاءِ المُهمة.. وصوتاً بشعر أبت صباح قبل تشييعِها إلا أن تمشيَ معَ رفاقٍ من الصفوفِ الأولى.. فكان أن وافاها سعيد عقل إلى الموتِ هازماً القرنَ بسنتينِ ومكتبةِ حبر ترك لبنانَ صخرةً معلقة.. عليها يقامُ جدلٌ لا يؤسّسُ لحوار.. فيما يهدّدُنا الإرهابُ بإسقاطِ الصخرةِ على الرأس.. وهي حالُ مجموعةٍ تضغطُ على رقابِ الناس وتفاوضُنا بعدّ الساعات.. وتعلنُ العزمَ على الإعدام وتطويقاً لتهديدِ النصرة تحرّك جِهازُ الأمنِ العام وتواصلَ معَ الجانبِ القطريِّ الذي أبلغ اللواء عباس ابراهيم عزمَه على التوجّهِ مجدداً إلى لبنان في الساعاتِ المقبلة في حين تَستمرُّ اتصالاتُ المديريةِ لوقفِ تنفيذِ تهديدِ النُّصرة بحقِّ أحدِ العسكريين وهي مُهمةٌ كلّف نفسَه بها أيضاً مُصطفى الحجيري أبو طاقية الذي توجّه إلى جرد عرسال.. وآخرُ الأنباءِ تشيرُ اِلى أنّ الخاطفينَ كانوا يستخدمونَ أوراقَ القوةِ والضغطِ لتحريكِ الشارع وهم تراجعوا عن التهديد ولم يَعرف دواءَهم سِوى وزيرِ الداخلية نهاد المشنوق الذي رَفض الضغطَ واستخدامَ أوجاعِ الناس وأمسك المشنوق بالشارع مانعاً العبَثَ به لكنّ هذا الموقفَ استفزَّ النائبَ وليد جنبلاط الذي تحرّك توتيرياً لنقدِ معاليه.. وحرّك معه الجِهازَ الغذائيَّ وائل ابو فاعور وبالأمن تدومُ النعم.. إذِ اتّضح أنّ السنواتِ الثلاثَ التي قضاها الرئيسُ سعد الحريري في المَهجر لم تكن أمنيةً بل مادية.. معلناً عودتَه قريباً جداً الى لبنان على أن تعيينَه ولياً على هبةِ المليار تمنعُه حالياً من التحرّك خارجَ المملكة.. فهو قال إنه يتابعُ كيفيةَ صرفِ الهبة لكنْ من دونِ رقيب باستثناء تفويض خالد عبد العزيز التويجري القيامَ بمُهماتِ الرَّقابة ومجالسِ التفتيش المركزيةِ والخدمةِ المدَنيةِ اللبنانية الحريري تتكدّسُ فوقَه مُهماتٌ صعاب .. فهو الخزينةُ وهو الإشراف على الصرف وهو ديوانُ المحاسبة والتسعير.. وتوزيعُ العُمُولات أما الجيشُ والمؤسساتُ الأمنية فقد خفّف عنها عبءُ التكليف.. وسيقتصرُ دورُها على تسلّمِ البضائعِ العسكرية .. وكفى المؤسساتُ الأمنيةُ شرَّ الحساب.