Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 5/12/2014

 

إن لم يُطلق سراحُ زوجة أبو علي الشيشاني.. فلا تحلُموا أن يخرجَ العساكر من غيرِ مفاوضات.. فهل تنبّهت الدولةُ إلى هذه العبارةِ التي جاءت في شريطِ مسؤول النصرة زوجِ أمّ علي الشيشاني؟ أقرّ بالمفاوضات لا الإعدام أو الذبح التخاطبُ بلغةِ القتل توقف بعد دخول نون النصرة على جرد الدولةِ اللبنانية وتفعيلِ نار التفاوض على سفوح ثلجٍ يحاصرُ الخاطفين . الموقوفتان أعطتا بارقةَ أمل لبَدء مرحلة جديدة من طرح الشروط.. وهما وَفق التقديرات الأمنية ليستا بلا تُهمٍ تؤهّلُهما السَّجن.. أما القلوبُ الرقيقة التي تعاطفت مع السيدتين وثارت لاعتقالِ النساء “ويا غيرة الدين”.. فلتتذكّر أنّ جبهةَ النصرة نفسَها كانت أولَ مَن ضرب الحُرُمات وامتدّت يدُها إلى قلبِ الأديرة لتخطَفَ راهباتِ معلولا وتَحتجزَ حُرياتَهنّ وتقتلِعَهنَّ من كنائسِهن وتُبعثرَ صُلبانَهنّ.. ألم تكُنِ الراهباتُ نساءً جليلات؟ وماذا عن مئاتِ الأيزيديات العراقيات اللواتي باعتْهنَّ الدولةُ الإسلامية في المزاداتِ لوحوش بشرية؟ وأقرب من نساءِ العراق وسوريا.. أوليست دمعةٌ واحدةٌ من أمّ أسير لبناني توازي تعذيبَ الاعتقال؟ . نساءُ النصرة وداعش لسْنَ أعزَّ مِن المخطوفين العسكريين ولا من أمهاتِهن.. ولأنّ الدولةَ لن يَليقُ بها إصدارُ مثل هذه المواقف وغيرُ مستعدةٍ للتحدّث بلغةِ المجرمين فلتَحُلَّ خليةَ أزْمتِها.. لاسيما بعدما دخلتِ الأزمةُ قلبَ الخلية التي تتمثّلُ أيضاً في مندوبٍ عن الخاطفين وربما تتجلى عبارةُ النأي بالنفس هذه المرة بأبهى حُلتِها إذا ما اعتمدتها الحكومةُ في مِلف المخطوفين وسلّمتِ الأمرَ إلى أوليائه: الجيشِ واللواء عباس إبراهيم.. للحسمِ العسكريِّ أو التفاوضِ بقوةِ ما نملِك.. وهذان الحلانِ سيتطلبانِ هدوءاً ورويةً لدى ذوي المخطوفين.. فالشارعُ لن يعيدَ الأحبّة . الحوار مع الخاطفين له صنّاعه.. أما الحوارُ بين حزبِ الله والمستقبل فصناعتُه لا تتطابقُ والشروطَ الرئاسيةَ قبلَ أن يبدأ.. فعلامَ تبديدُ الوقت.. وصرفُ الشهور على نقاشٍ لا تتمثّلُ فيه الطائفةُ المسيحية صاحبةُ القرار الأول في كرسيِّ بعبدا حوار منزوع الرأس والرئيس.. ليس على جدولِ أعمالِه أيُّ مشروع للبحث في الانتخاباتِ النيابية أو التوافق على قانونِها.. وحزبُ الله عندما سيُسأل عن الرئيس سيبلّغُ مَن يعنيهم الأمرُ أنِ اذهبوا إلى الرابية.. ونحن لن نخطوَ خَطوةً واحدة صوبَ بعبدا من دون الوقوف على رأيِ ميشال عون.. فهو الجنرالُ المقرِّر وعلى هذه الحال.. لماذا لا يختصرُ المتحاورون المَسافاتِ الزمنيةَ ويَقصِدونَ الرابية.. فهناك الرئاسةُ صُنعاً أو توضيباً.