Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 10/12/2014

 

بلدٌ بمُسلسلاتٍ طويلةٍ ومضروبةٍ في الإنتاج.. تُفتحُ الحلْقةُ على سرد وتنتهي على سوالفَ وحكايا لا تصلُحُ لأيِّ زمان.. أقوى “التمثيليات” على الناس تذهبُ إلى جلَسات انتخاب الرئيسِ العاطلةِ عن الكرسيّ منذ مئتي يوم.. ولم يأتِ مَن يضرِبُ رَتابتَها سِوى جلَساتِ المحكمةِ الدَّوليةِ وجُرحِ الذكرياتِ النازفِ لدى النائب مروان حمادة وإذا كانتْ ساحةُ النجمة ولاهاي بمثابةِ الحُكمِ المؤبّد على اللبنانيين وفي استطاعةِ المشاهد صرفُ النظرِ عن متابعتِه.. فإنّ أكثرَ المسلسلاتِ ألماً الذي لا تُعرفُ له مواعيدُ النهايات يبقى في مِلفِّ المخطوفين.. ومعه لا يمكنُ إلا المتابعةُ الدقيقةُ لكونِه يشكّلُ قضيةً أخذت لبنانَ أسيراً وتفنيداً لهذه القضايا فإنّ الرئاسةَ رهينة.. جلَساتُ الفراغ تدور.. وحولَها لزّمَ الموفدُ الفرنسيُّ نفسَه دوراً أكثرَ فراغاً.. ولا وظيفةَ لديه سِوى “فرْنسة” انتخابِ الرئيس حتى لا يقالَ إنّ الإسلامَ السُّعوديَّ والإيرانيَّ يُفتي وحدَه بمصيرِ الرئيسِ الماروني . جولةٌ جيرو قرأها سمير جعجع على صورةٍ تحرّكِ القُوى الخارجيةِ في موضوعِ الرئاسة.. علماً أنّ الرجلَ الفرنسيّ شكا أكثرَ منَ اللبنانيين أنفسِهم وضَبط في هذا البلد تعثّراً أمنياً وسياسياً واقتصادياً وإنسانياً.. فماذا بقيَ من الوطنِ بعد؟ وكيف يُترجمُ الفرنسيُّ هذه البواعثَ ورِزمةَ القلق؟ لم يشرفْ جيرو على الحلّ.. في الوقتِ الذي بدأ الرئيسُ تمام سلام زيارةً لباريس افتتحَها بسوداويةٍ وعَجزٍ منقطعِ الرئيس هذا الانقطاعُ سيستمرُّ إلى العامِ المقبل.. وأولى محطاتِ استكمالِه في جلسةِ السابعِ من كانونَ الثاني ألفينِ وخمسةَ عشَر.. وفي حينِه سوف تتكرّرُ المحاولةُ وتَفشل ويظهرُ سمير جعجع من معراب ليُلقيَ باللائمةِ على حزبِ الله وعون جعجع تقدّمَ إلى الرابية اليومَ وقال إنه مستعدٌّ لزيارتِها حافيَ القدمين.. لكن في استطاعتِه أن ينتعلَ حذاءَه ويخلعَ مِن رأسِه طموحَ الترشّحِ الذي أصبحَ كما بيروت: مِن عجائبِ الدنيا السبع كلٌ يُدركُ اليومَ أنْ لا حلَّ رئاسياً بلا ميشال عون وإذا كانت الرئاسةُ بحد ذاتِها لا تُغوي قائدَ القواتِ كما يطرح.. فلماذا لا يذهبُ إلى الرابية ويُهدي له بيانَه الرئاسيَّ للعملِ وَفقَ مقتضاه ويطلبُ تعهداً بالتنفيذ.. أو لماذا لا يجري تقاسمُ الرئاسات بين الأرقامِ السياسية ما دام البلدُ قد أسّس على نظامِ قِطعةِ “الجبنة”؟ وأيُّ حواجزَ تُبعد تيارَ المستقبل عن الرابية للتفاهم ووضعِ الشروط في موضوعِ الرئيس؟ بدلاً من حوارٍ “مقطوع الرجى” بين المستقبل وحزبِ الله يُمنعُ فيه التحدّثُ إلى السائق لا في الرئيس ولا في قانونِ الانتخاب ولا في سوريا ولا في سلاح الحزب كلُّ الحلولِ متاحة لكنْ يرادُ لها أن تختمرَ بعد الاتفاقِ النّوويِّ الأميركيِّ الإيراني.. والاتفاقِ السياسيِّ السُّعوديِّ الإيراني.