Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 9/1/2015

 

فرنسا .. ذَهَبُ التاريخِ يُتوّجُها خطَرٌ وريح ..باريس ألماسُ المدُنِ المرصّعةِ بحضارةِ الزمان .. يسكُن بيوتَها فجأة خوفٌ ومطارداتٌ وإرهابٌ مصنوعٌ مِن بَنيها .. مِن شبابِها المُسلمينَ الذين تَربَّوا بين أحيائها واتّخذوا لهم هُويةً مغايرة وبَعدَ موقعةِ شارلي ايبدو فإنّ فَرنسا اليومَ غيرُها بالأمس وهي التي عاشت ثلاثةَ أيامٍ مِن الملاحقاتِ وحِصارِ المنفّذين واحتجازِ آخرينَ رهائنَ ولم تنتهِ المسيرةُ الإرهابيةُ بتمكّنِ الأمنِ مِن القضاءِ على الأخوين كواشي فغداً سوف يَنبُتُ للأخوينِ إخوةٌ في الإسلام وتستيقظُ بيئةٌ حاضنةُ تَلتحفُ أطرافَ المدن وسوف يُسألُ الأمنُ الفرنسيُّ واستخباراتُه عن قوتِه الضاربةِ التي صرَفها على التعاونِ معَ القاعدةِ في ليبيا ومساعدتِه الأصوليينَ في سوريا وتُستَجْوبُ سياسةُ هولاند وقبلَه ساركوزي عن نهجٍ ربّى الحِقد .. عن تَطرّفٍ سياسيٍّ استقْدمَ التطرّفَ الدينيّ وإذا كان الإرهابُ يَقتُلُ اليومَ باسمِ الإسلام فإنّ ذلك سوف يُعيدُ إنتاجَ طبَقةِ التطرّفِ السياسيِّ الفرنسيّ التي تَخبو وتَظهرُ كالخلايا النائمة عندَ هذهِ الساعة أنهى الأمنُ الفرنسيُّ مصيرَ الأخوَينِ القاتلينِ بالقتل .. وحرّر الرهائنَ بتصفيةِ أربعةٍ منهم مِن أصلِ ستةٍ في معركةٍ استَخدمَ فيها الطائراتِ والأسلحةَ الثقيلةَ لكنْ في فرنسا غداً نظامُ مساءلةٍ عن الحسمِ عَبرَ القتلِ بدلاً من القبضِ على المتهمينَ واستجوابِهم لمعرفةِ مَن يُديرُ شبكتَهم وكيف تمكّنوا مِن تزوّدِ الأسلحةِ الحربيةِ المتطورة وما إذا كانوا محصّنين بجردٍ فرنسيٍّ يُشبهُ الجرودَ العرساليةَ في لبنان .. وعَبرَها تصلُ المُؤَنُ والذخائر هو ” ناين إليفن ” فرنسيّ يَفتحُ البلادَ المذهّبةَ على الخطرِ الأسود ومعه ستبدأُ فرنسا بمعالجةِ أمنِ حدودِها وعَلاقتِها بالاتحادِ الأوروبيّ ثُمّ علاقاتِها الشرقْ أوسطية زائد دول شمالي أفريقيا وربما تجدُ نفسَها أمامَ مرحلةِ مدِّ يدٍ إلى سوريا وفتحِ السِّفارة لديها وهي يدٌ غيرُ تلك التي صافحت بها عشَراتِ المراهقين السياسينَ والمعارضين الذين اعتاشوا على حسابِ فرنسا والشعب السوري ما استخدمتْه قُوى الأمن الفرنسيةُ اليوم في ضربِ الإرهاب من عَتادٍ وأسلحةٍ وطائراتٍ وقنابلَ مضيئة .. كان بعضُه مِن نصيبِ لبنانَ لو صدَقت الاتفاقيّاتُ وخرجت الصفْقةُ السُّعوديةُ الفرنسيةُ من الورق لكنّ السلاحَ لم يصل .. والجيشَ لم يتسلّمْ طلقةً واحدةً لليوم .. ولو وفَت الدولُ بوعودِها لتمكّن الجيشُ مِن خوضِ الحربِ نفسِها على الإرهابِ لتحريرِ الرهائن من العسكريين وأن جاءت النتائجُ على ذاتِ المأساوية فالإرهابُ المتحصّنُ عند حدودِنا اليومَ أصبحَ محاصراً بالثلوج وهؤلاءِ كما قالَ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله أعجزُ مِن أن يُحقّقوا مَكسِباً واحداً في القلمون أو أن يَستعيدوا قريةً تَقيهمُ البرد نصرالله قال لأهلِنا في البقاع ولكلِّ الشعبِ اللبناني إنّ اللبنانينَ ليسوا عاجزين وليسوا ضِعافاً وبقُوانا الذاتيةِ وبالجيشِ والشعبِ والمقاومةِ نهزِمُ الإرهابيينَ .. فلا الثلجُ ولا البردُ ولا الشهداءُ ولا الاعباءُ يُمكنُ أن تغيّرَ عزمَ المجاهدين على حمايةِ شعبِهم وأهلِهم وما يقالُ عن عملٍ عسكريٍّ واسع “” الناس ما ماتت” والبلدُ مليءٌ بالرجالِ والشُّجعان .. وحتى بالنساءِ الرجال.