Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 30/1/2015

 

 

بوليصةُ تأمينٍ شاملةٌ ضِدَّ الاغتيالِ منحَها السيد حسن نصرالله لكلِّ مقاومٍ أو قياديٍّ في حِزبِ اللهِ وضعتْه إسرائيلُ على لائحةِ الأهداف.. وهذا التأمينُ يَشمَلُ بِقاعَ الأرض وغيرُ مرهونٍ بلبنانَ فحسْب ومِن الآنَ فصاعداً فإنّ أيَّ كادرٍ من كوادرِ الحزبِ أو شابٍ مِن شُبانِه يُقتلُ غِيْلةً سنحمّلُ إسرائيلَ المسؤولية.. ونَرُدُّ في أيِّ مكانٍ وأيِّ زمانٍ وبالطريقةِ التي نراها مناسبة .

الحربُ سِجال.. ومن سِجالاتِها أنّ الأمينَ العامَّ لحزبِ الله وسّع قواعدَ الاشتباك ولم يُلغِها.. أو أنه أنشأ لها قواعدَ جديدةً تَقفِزُ عن المزارعِ والعُمقِ والخطِّ الأزرقِ لتَضُمَّ أيَّ اعتداءٍ على حزبِ اللهِ في سوريا ومسألةَ الاغتيالات في أيِّ مِنطقةِ لبنانية خاطَب نصرالله إسرائيلَ بلغةٍ تفهمُها.. فهو غيرُ معنيٍّ بعقدِ تفاهماتِ قواعدِ الاشتباكِ معها.. وحتى عندما وُضِعت هذه القواعدُ عامَ ألفينِ في عهدِ الرئيس إميل لحود فإنّ حِزبَ الله لم يكن مفاوضاً مباشراً على خطِّها بل أُبلغَ بها حالياً يقولُ نصرالله لعدوِّه: هذا وضعُنا الجديد.. ولنا حقُّ الردِّ الحتميِّ في ضربِكم أينما كان في حالِ اعتديتُم.. وربَّ عمليةٍ نافعةٌ لردعِكم مرةً وإلى الأبد فنحن مقاومةٌ بلا حدود إذا وَقع الضرَرُ علينا.. مقاومتُنا غيرُ مَردوعة.. هي حكيمة لكنّها ليست خائفة.. الحربُ لا نريدُها لكنْ لا نخشاها.. وإذا فُرِضت علينا فسنخوضُها وننتصر “وما حدا يغلط بالحساب” .

هي معادلة: نصرُ اللهِ.. والفَتح التي تَندرجُ ضِمنَها الحربُ النفسيةُ معَ إسرائيل وانتظارِ الردِّ من الأحدِ حتّى الأربِعاء “واقفة على إجر ونص”.. فيما القرارُ لدى قيادةِ الحزب كان قدِ اتُّخذ بعد عشْرِ دقائقَ من عمليةِ القنيطرة “والوقفة عالحيط” وحدَها كانت كافيةً لأن تشكوَ العنكبوتُ في كلِّ مرةٍ مِن مقارنة بيتِها الواهن ببيوتِ إسرائيلَ المهترئةِ خوفاً وملاجئُها تحتَ الأرض ومعادلةُ الفتح أرست كذلك.. أكثرَ مِن تعادلٍ في الردّ: الساعةُ بالساعة.. صواريخُ القنيطرة بصواريخَ على الأكتافِ في المزارع.. سيارتانِ مقابلِ سيارتينِ وحبة مسك.. قتلى مقابلَ شهداء.. معَ الفَرقِ أنّ إسرائيل غَدرت وأنّ رجالَ الشمس جاؤُوهم من الأمام وخِطابُ البيان رقْم اثنين.. له وقْعُ الدمعة.. من قائدٍ اتّضح أنّ لعينيه بريقاً يحجُبُ الدمع.. فكشفَ عن بكاءٍ خبّأه عن مريديه وربما عن المُقل.. وأفتى بشرعةِ البكاءِ على من نُحبّ.. على شهداء.. على أبناء.. على أجزاءٍ منا.. قال نصرُالله دمعتَه بفخر.. وقرأَها على كلِّ متجاسرٍ وخائفٍ مِن أن تُحتَسَبَ الدموعُ هزيمة.. وبرَمشةِ عينٍ تحوّلتِ العَبَراتُ.. عِبَراً.