رفيق الحريري الذي “علا وعلّم وعمّر لم يجد خريجاً واحداً ينظمُ له حفلاً على وزن غياب السنوات العشْر انتشر المعلَمون في البيال فتوزّعوا تدنياً في الحرارة الفنية وخِطاباتٍ تقديرية وتصفيقاً وقُبلاً وفي الخارج رصاصٌ يصدحُ وقذائفُ تنزِلُ شظاياها في بيروت احتفالاً بظهورِ سعد الحريري حملة الحريري علّمني سبقت الاحتفالَ وتوسّطته غيرَ أنّ الرئيسَ الشهيد الذي خرّج جيوشاً من الطلبة نسِي أن يعلمَهم أن زرعَ النشأ لا ربحَ فيه سِوى تربيةِ جيلٍ صالح تحوّلت عندَ البعضِ اليومَ إلى تَسديدِ فواتيرَ سياسية الرفيق الذي علّم بالقلَمِ كانَ اليومَ رُوحاً بينَ تلامذةٍ تحت المعدّل يُحصي خَسارة التعب في حفلِ توزيع المِنَح التربوية وفي الحفل كانت إطلالةٌ متماسكة خِطابياً هجوميةٌ سياسياً لسعد الحريري الذي حَرَصَ في بَدءِ الكلمة على تأديةِ المناسك التقديرية ومنح المبايعة للحُكم السُّعوديّ الجديد ملكاً بأمير وبولي عهد وولي ولي عهد وعلى ثابتةِ الاتفاق بالتراضي مع حزبِ الله أعلن الحريري تمسّكَه بالحوار لكنّه لن يَعترفَ للحزب بأيِّ حقوق تتقدّم على حقِّ الدولة في قرارات الحرب والسلم رافضاً ربطَ الجَولان بالجنوب وقال يكفي استدراجا للحرائق “وخلصونا أضاف: إنّ النزاع قائم لكننا قررنا ربطَ النزاع بالحكومة منعا للفراغ وعن المحكمة الدَّولية قال الحريري إنّ جريمة الاغتيال نُفّذت بعد تهديدات وجّهت إلى الشهيد بتكسير بيروت فوق رأسه وإنّ المحكمة اليوم تواكب هذه المسألة بشفّافيّة ونحن على ثقة أنها ستأتي بالعدالة وقياساً على طموح الحريري فإن العدالة آتية اليوم غداً بعد مئة سنة ألف عام لكن ما الذي يعقب العدالة على مر الزمن
كمال جنبلاط شهيد اغتالته سوريا وابنه سامح ونسي وعقد مع السوريين أتفاقات على مر حكمهم للبنان الى ان كانت قوانين الانتخاب تفصل على مقاسه
سعد الحريري اتهم سوريا باغتيال والده ثم نام في سرير بشار الاسد وأقام سهراتٍ رمضانيةً وسحورًا حتّى الإمساك
سمير جعجع قتل رشيد كرامي وآخرين وتقدّم بترشيحه للرئاسة
فالعدالة تسوى بالأرض عندما تتقدّم المصالح السياسية والمحكمة الدولية يوماً ما زائلة مع عدالتها المفترضة إذا ما فرض الحوار واقعاً آخر.