“سبع صنايع والرئيس ضايع”… الربيعُ السابعُ الانتخابيُّ لم يُنتِجْ أيَّ هيكلٍ للرئيس. فضُربَ له موعدٌ ثامنٌ في تموز لكنّ النِّصابَ سيبقى مفقوداً كيومٍ ثامنٍ مِن أسبوع.. وليس تَشكيكاً فإنّ المِزاجَ السياسيَّ العامَّ سيَذهَبُ إلى صوغِ مواصفاتِ الرئيس لكنْ بعدَ التمديدِ لمجلسِ النوابِ في الخريفِ المقبل. وهي نتيجةٌ حتميةٌ لبلدٍ ليس مُستعّداً لنقاشِ أيِّ صيغةٍ لقانونِ الانتخاب .. وليس جاهزاً تالياً للتخلّي عن مكاسبِه الممنوحةِ له على شكلِ مقاعدَ نيابيةٍ محجوزة.. كلامُ الرئاسةِ ما بعدَ التمديدِ عِمادُه ميشال عون. الذي لن يكرر غلطةَ عامِ ألفينِ وثمانية كصانعِ الملوك .. فهو الملِك : لا رئيسَ إلا أنا ولا رئيسَ مِن دوني وبحِلٍّ منّي. لا يَعتبرُ نفسَه مستجدياً للكرسيّ بل هو مِن حقِّه كزعيمِ أكبرِ كُتلةٍ مسيحية. وإذا ما وُلّيَ عون على بعبدا فإنّ سعد الحريري هو رئيسُ حكومةِ عَهدِه .وهذهِ هي ضمانةُ الأمنِ السياسيِّ التي قدّمَها أمس .. وعندئذٍ أمنُه من أمنِنا… ولما كانت الرئاسةُ مشروعاً مؤجّلَ الدفع .. فالأبقى هو السلسلةُ التي احتلّت نقاشاتِ أدراجِ المجلسِ وقاعاتِه الجانبية .. وبدا أنّ السلسلةَ أُقرت افتراضياً عَبرَ التويتر بتغريدةٍ لوزيرِ المالِ علي حسَن خليل. لكنّ الريتويت لم تَكُن مُحبّذةً عند الرئيس فؤاد السنيورة قاتلِ البهجةِ بقولِه إنه يَستبعِبدُ إقرارَها غداً وهي بحاجةٍ إلى مزيدٍ منَ البحث.. سوداويةُ توقّعاتِ السنيورة خالفت إيجابيةَ إجتماعٍ ضَمّه وبري معَ وزيرِ التربيةِ إلياس بو صعب ورئيسةِ لَجنةِ التربيةِ النائبةِ بهيه الحريري ورئيسِ لَجنةِ المالِ والموازنةِ إبراهيم كَنعان بحضورِ عددٍ مِن النوابِ عنِ القواتِ والمستقبلِ. ورأى بو صعب أنّ رئيسَ المجلسِ كان مرِناً حتّى إننا اعترضْنا على مرونتِه ومعَ ذلك لم يسهّلْ السنيورة تعبيدَ الطريقِ إلى جلسةِ الغد. وعليه فإنّ جلسةَ السلسلةِ تأهّلت للتصفيةِ السلبية .. وفراغَ جَلَساتِ التشريعِ سيَضرِبُ الحكومةَ عن بَكرةِ ميثاقِها وانعقادِها.. وقد لاحظَ الوزارءُ أنه حتّى الساعةِ لم تَجرِ الدعوةُ إلى جلسةِ مجلسِ الوزراءِ والمفترض أن يبلّغَ فيها الوزراءُ قبلَ اثنتينِ وسبعينَ ساعةً في غيابِ رئيسِ الجُمهوريةِ ما يَعني أنْ لا جلسةَ لهذا الأسبوع وأنّ الرئيسَ تمام سلام يتمهّلُ انتظاراً للتشريعِ غداً. لكنّ مصادرَ وزاريةً قالتْ للجديد : إذا طارَ التشريعُ فلن تكونَ الحكومةُ في مأمَنٍ ولن تُسهّلَ أمورُ انعقادِها .. والخلافُ لم يَعدْ هنا بآليةِ العملِ والصلاحياتِ وجدولِ الأعمال .. وسندخُلُ عَصراً يُصبحُ فيهِ الفراغُ سيدَ السرايا . فراغٌ على قرقعةِ سيوف من سوريا إلى العراق. وتحسّباً للتمدد ضربَ الجيشُ بقبضةِ تفتيشٍ واسعةٍ في جرود عرسال بحثاً عن مسلحينَ ومطلوبينَ وذلك ضِمنَ إجراءاتٍ أمنيةٍ لضبطِ الحدود. فيما اتّخذت الضاحيةُ وضعيةَ التشدّدِ الأمنيِّ بعد موجةِ تهديدِ شملت مشتفياتِها… العراقُ في هذا الوقتِ أصبحَ على حدودِ الحربِ التي تَشهَدُ متطوعينَ من أميركا وبريطانيا بغداد استَجْدت ضَرَباتٍ عسكريةً مِن واشنطن .. ولندن مَهّدتْ للمشاركةِ بقَولِها لن تقفَ مكتوفةَ اليدينِ لأنّ داعش يُهدّدُ أمنَها.