Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 5/7/2014

تألّم العالَمُ لكسرٍ في ظهرِ نيمار اللاعبِ ذي القدَمِ الذَّهبية .. غيابُه قَصَمَ ظهرَ البرازيل وتَرَكَ مرارةً لدى الجُمهورِ الأخضرِ في أربعةِ أصقاعِ الأرض.. وربما جاءَ خَبرُ النَّكسةِ البرازيليةِ الأكثرِ متابعةً لمحبي المونديال الهاربينَ من ضجيجِ الحربِ إلى روحٍ رياضيةٍ تَغيبُ عن الملاعبِ السياسيةِ وَجَبهاتِ القتال.

وفي هذه الملاعبِ هدّافٌ واحدٌ اسمُه “داعش”.. الدولةُ الإسلامية التي أصدرتِ اليومَ جوازَ سفرِها الخاصّ. فيما ظَهَرَ خليفتُها للمرةِ الأولى خَطيباً في المَوصِلِ يُصلّي بالمُريدين.. ويَتنقلُ بين مِنبرِ المسجدِ وحديقتِه وقدِ اتُّخذت له صوَرٌ بمواضعَ مختلفة.

علانيةُ البغدادي أُرفقت وغَزَاوتٍ على الأضرحةِ والمساجدِ في عملياتِ تدميرٍ غيرِ مسبوقةٍ شهِدتها نِينوى.. بالتزامنِ أيضاً معَ سيطرةٍ على الأرضِ امتدت مِن شرقِ حلبَ إلى قلبِ المُدُنِ العراقية وباتت تُهدّدُ وجودَ تنظيمِ جبهةِ النُّصرةِ الذي يَخسَرُ مواقعَه لاسيما منها تلك الغنيةُ بالثَرَوات.

وباتت الدولةُ الإسلاميةُ أغنى تنظيمٍ إرهابيّ ..يتموّلُ ذاتياً بعدَ اليومِ ويتغذّى من آبارِ البترولِ التي غَنِمَها والمصارفِ التي وَضَعَ اليدَ عليها.. ومن لديهِ خِزانةٌ كـ”داعش” سيتمكّنُ مِن تجميعِ الصفوفِ خلفَه وتأسيسِ جيشٍ له سِلسلةُ رُتَبٍ ورواتبَ وذخائرُ صادرَها من دولتين.
أما بنكُ أهدافِ هذا التنظيم فلن يُ
حيّدَ السُّنةَ أنفسَهم.. وسيُعادي مَن لا يبايعُه ولم يعترفْ بخلافتِه وجاهرَ بذلك وهم كثرٌ على الساحةِ الإسلامية وبينَهم اليومَ الداعيةُ يوسُف القَرَضَاوي المنظِّرُ الشرعيُّ لحَراكِ الإخوان.

وعلى هذا المَشهدِ يَقفُ الغربُ متفرجاً وهو الذي أسهمَ في صنعِ المأساةِ ورعاها.. أخفقَ في احتلالِ الدول.. وخسِرَ في تربيةِ مواشيهِ البشريةِ عندما غذّى التطرّفَ على أراضيهِ قبل أن يَنقلبَ عليه.. ووَصَلَ اليومَ إلى مرحلةٍ يهدّدُه فيها الإسلاميونَ برفعِ العلَمِ الأسودِ على قصرِ بكنغهام مقرِّ الملِكةِ اليزابيت .

لا يلوي الغربُ على قرار.. فالأممُ المتحدةُ لا يسعُها سِوى تَعدادِ أرقامِ الضحايا من سوريا الى العراق والمواظبةِ على ذلك أسبوعياً.. بريطانيا تتحسّسُ رأسَها من هجرةِ الإرهابِ المعاكسة إلى أراضيها.. وأميركا تبلغُنا رسمياً عبرَ كبيرِ قاتدتِها العسكريينَ مارتن.. ديمسي أنّ ما راح راح.. وأنّ ما خسِرته الحكومةُ العراقيةُ لن تستعيدَه من “داعش” بما يعكِسُ أولَ إقرارٍ رسمي واعترافٍ أميركيّ بالاحتلالِ الأسود.

وسْطَ صورةٍ متآكلةٍ دَولياً وعراقياً.. لا يبدو نوري مالكي سِوى رئيسٍ عربيٍّ يتمسّكُ بأهدابِ السلطةِ ولا يعتزمُ التغيير.. ما يضعُه على لائحةِ رؤوساءَ سبقَ وتمسّكوا بالكرسيّ.. فوُجدوا تحتَه… وفي النهاية.. لن يُصفّق سِوى إسرائيلَ التي يراودُها عَبرَ الزمنِ حُلمُ تقسيمِ العالمِ العربيّ.. والإمساكِ بكلمةِ السرِّ للمِنطقةِ التي تُدعى اليوم.. داعش ..