هي حربٌ إسرائيليةٌ على الأطفالِ في غزة وسَقطت كلُّ الأسبابِ الأخرى فعدوُّ الشمسِ يُلاحقُ لَهوَ الأولادِ عندَ الشواطئِ ويُوفدُ طائرتَه لتمزّقَ الأجسادَ النَدِيّة قبل أن يَتسلّلَ الى نومِهم ويَنتحلَ صِفةَ النُّعاس فيخطِفَ فرحَ أحلامِهم إلى الأبد وإذا ما تجرّأتِ الطفولةُ وأختبأَت من دربِ الأشرارِ فإنّها ستطارَدُ ولو في المستشفياتِ أو في دورِ المُنظماتِ الأممية مِئتانِ وأربعةٌ وسبعونَ شهيدًا وأكثرُ مِن ألفَي جريح ليسُوا مِن مُطلقي صواريخِ القسامِ ولا هم من قياداتِ المقاومةِ الفِلَسطينية بل دُعاةُ حياة سكانٌ كانوا أوفياءَ للمنازل فماتوا تحتَها والحصيلةُ المرتفعةُ تلك مرشحةٌ للأسوأ معَ التدخّلِ البَريِّ الذي بدأته إسرائيلُ عندَ الحدودِ الشَّماليةِ للقطاع على أنّ هذه الخُطوةَ ستكونُ مُكلفةً على العدوِّ الذي غالباً ما يتردّدُ في خوضِ الحروبِ المباشَرةِ لأنّها ستُخضعُ جنودَه للتنكيلِ والخطَرِ والمطاردةِ وجهاً لوجه وهي مِيزةٌ عسكريةٌ مفقودةٌ لدى الجُنديِّ الإسرائيليِّ الواهنِ الذي يَقوى بتطورِ آلتِه العسكريةِ وليس بإقدامِه واقتحامِه براً وهذهِ بواباتُ عيتا الشعبِ ومارون الراس وبنت جبيل شهيدةٌ على ما نقول إسرائيلُ وعندما تلجأُ إلى البَرّ تكونُ قد تَقطّعت بها سبلُ الجوّ ولم تَرْسُ على برٍّ في التفاوض لكنّ باراك أوباما أمدَّها اليومَ بأمصالِ دعمٍ لامتصاصِ الدماءِ وأعطاها حقَّ الدفاعِ عن نفسِها محرّكاً جون كيري على خطِّ التفاوضِ المِصريّ الذي رفضتْه حماس لأنه إسرائيليُّ البنود القاهرةُ ردّت على هذا الرفضِ ورأى وزيرُ خارجيتِها أنه لو وافقت حماس على المبادرةِ المصريةِ لأنقذت أرواحَ مَن قضَوا في القصف لكنّ السؤالَ يُمكنُ أن يُطرَحَ بشكلٍ آخر لو تحرّكت مِصرُ بموقفٍ حازمٍ دفاعاً عن الفِلَسطينينَ لما سَقط أيُّ شهيدٍ ولَما وقَعتِ الحرب لأنّ القاهرةَ كانت قدِ استَعملت قوتَها الكبرى في المِنطقةِ لردعِ إسرائيل ومِصر ليست على شكلِ قصرٍ ونظام فهذا طيّبٌ من أزهرِها يصفُ العدوانَ على غزةَ بالإبادةِ الجَماعيةِ للشعبِ الفِلَسطيننيِّ الأعزل ولما كان الصمتُ يَرِنُّ في مِصرَ فإنّ الزميلَ الإعلاميَّ جورج قرادحي قد عبّر عن رأيٍ يصفّقُ له شعبُ مِصرَ وكلُّ العربِ عندما وجّه تحيةَ إكبارٍ وإجلالٍ إلى شيخِ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قائلاً له يا مولانا رايةُ العروبةِ والإسلامِ في يدِك أنت فارفعْها عالياً.