Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 31/07/2014

 

وُضعتِ الأممُ المتحدةُ في عينِ الاستهداف الإسرائيليّ.. مؤسساتُها.. مدارسُها.. مراكزُ غوثِها صارت على مرمى الغارات. واللاجئون الفلسطينون إليها هم الضحايا.. وآخرُهم راحَ في مجزرةٍ جديدةٍ خلالَ ضربِ مدرسةٍ للأونروا في ساعاتِ الفجر.. لكنْ لا تنتظروا مِن أرفعِ مُنظمةٍ دَوليةٍ سِوى إبداءِ الأسف.. ولن يسَعَ بانكي مون إلا الاستنكارُ الذي لا يَنطوي على مفاعيل.. تسمعُ إسرائيلُ بيانَ الأمينِ العامِّ للأممِ المتحدةِ فيشجّعُها على المزيد… تراخي المنظمةِ الدَّوليةِ وتساهلُها في إدانةِ إسرائيلَ على ضربِ مقارِّها.. نقلا العَدوى إلى منظمةِ الصِّحةِ العالميةِ التي لم تتحرّكْ حتى اليومِ لإغاثةِ جرحى القطاع المنكوب.. فبعد تطوّعِ طبيبٍ منَ الجامعة الأميركيةِ في بيروت وإسهامِه في تضميدِ جروعِ الغزّيين.. تحرّكت مجموعةُ أطباءَ مِن الجامعةِ على رأسِهم الدكتور محمد جواد خليفة للإمدادِ الطبيِّ إلى القطاعِ وتأمينِ العلاجاتِ العاجلة.. لكنّ خليفة لفَت إلى تقاعسٍ طِبيٍّ عالميٍّ وإلى قوانينَ نافذةٍ تَستطيعُ مُنظمةُ الصِّحةِ الدَّوليةُ السيرَ بموجِبِها بما يتيحُ لها حقَّ نقلِ الجرحى إلى خارجِ مناطقِ النزاعِ لضمانِ علاجِهم.. وهذا ما تكفُلُه الشِّرْعةُ الدَّوليةُ وقالَ إنَّ الجريمةَ الثانيةَ بعدَ جرائمِ إسرائيلَ هي في ربطِ النزاعِ السياسيِّ بالطِّبيِّ والمراهنةُ على نجاحِ المفاوضات أو فشلِها لتسويةِ الوضعِ الإنسانيّ.. بينما على منظماتِ العالَمِ الفصلُ بينَ الأمرينِ لأنّ الجريحَ لا ينتظرُ جولاتِ التفاوضِ المعقّدة… وعليه فإنّ التقاعسَ متكاملُ الأوجه.. منَ الأممِ المتحدةِ سياسياً إلى منظمةِ الصِّحةِ العالميةِ طِبياً.. والانحناءاتِ المتهاويةِ عربياً.. وآخرُها إدانةُ وزيرِ خارجيةِ مِصرَ استهدافَ المدَنيينَ في غزةَ ومطالبتُه إسرائيلَ بضرورةِ ضبطِ النفسِ وبعدمِ اللجوءِ إلى الاستعمالِ المُفرِطِ وغيرِ المبرّرِ للقوة. وهذا بيانٌ.. يُدان.. ويَخجَلُ منه جُمهورُ مِصرَ العروبيّ.. وعباراتُه يَندى لها جبينُ كلِّ وطنيّ.. فما معنى الاستعمالِ المُفرطِ وغيرِ المبرَّرِ للقوة؟ لَكأنَّ خارجيةَ مِصرَ تَدعو إسرائيلَ إلى القوة ولكنْ غيرِ المُفرِطة.. رويداً رويداً.. فيما يَنتظرُ منها الشارعُ العربيُّ أن تبادرَ إلى التهديدِ بإسقاطِ كمب ديفيد.. أو بطردِ السفيرِ الإسرائيليِّ منَ القاهرة على أقلِّ تقدير.. أو في أسوأِ0 الحالاتِ الاقتداء بدولِ أميركا اللاتينية.. كتشيلي والبيرو وبوليفيا التي استَدعت السفراءَ الإسرائيليين لديها.. أو فنزويلا التي قَطعت علاقتَها بتل أبيب.. أو مكسيكو التي عمّت فيها التظاهراتُ المناهضةُ لقتلِ الأطفالِ في غزة… ومن تبقّى من أطفالٍ على قيد الحياة لا يطلبونَ من العرب أن يكونوا كريس جانس مسؤولِ الأونروا الذي فاضت دموعُه على الهواء.. فهم لن يتمتّعوا بصِدقِ عينيه الدامعتينِ حُزناً على من راحوا.. لكنّ غزة تنتظرُ من المجتمعِ العربيّ مناصرتَها في تحويلِ المسؤولِ الأمميّ كشاهدٍ على جريمةِ العصر ورفعَ شكوىْ ضِدّ إسرائيل بتُهمةِ أرتكابِ جرائمِ حربٍ منظّمة.. أمام محكمةِ الجناياتِ الدَّوليةِ بعدما طلَبت السلطةُ الفلسطينيةُ الانضمامَ إلى عضويتِها.