Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلاثاء في 12/8/2014

 

من بين أصواتِ حنا غريب ونعمة محفوض والياس أبو صعب.. وثورةِ المياومينَ الثانية.. كان صوتٌ واحدٌ يتقدّمُ بخَفَرٍ: نقولا فتوش.. مُسبّب الأسبابِ الذي عندما تَرمي اسمَه “يَرِنُّ” جرسُ التمديدِ ويَحضُرُ اقتراحُ القانون… سنتانِ وسبعةُ أشهرٍ مدةٌ مقترحةٌ تضافُ إلى السنةِ والخمسةِ أشهر لتُصبحَ الولايةُ كاملةً “وعليي وعلى البندورة يا رب”. مجلسٌ مكرّر وطَبَقةٌ “اسْتَحلت” وجودَها وتتذرّعُ بأسبابٍ غيرِ متوافرةٍ للتمديد. بماذا يختلفونَ عن أنظمةٍ عربيةٍ تَمنحُ رؤساءَها وأمراءَها وشيوخَها ولايةً مدى الحياة. طبقةٌ تفوّقت على حسني مبارك وزين العابدين بن علي وتجاوزت الكرسيَّ المتحرّكَ لعبد العزيز بو تفليقة.. ونافست نوري المالكي.. وشابهت آل عبد العزيز.. وظَهر أمامها بشار الأسد رئيساً ديمقراطياً يُجري انتخاباتٍ رئاسيةً في وطنٍ مِن نار. أيُّ أسبابٍ تلك التي تُشبهُ العراق.. وقد فرَضَ العمليةَ الانتخابيةَ على الإرهاب.. وتونُس التي طوّقت أسلمتْها واستقرّت ديمقراطياً.. ومِصر الخارجة من ثورتينِ وقد عبَرت إلى الرئاسةِ وانتَخبت مرّتين. فما مبرراتُنا لعدمِ إجراءِ الانتخابات؟ ولماذا تنفُضُ الطبقةُ السياسيةُ يدَها مِن دمِ هذا التمديد.. وكلُّهم “دافنين الشيخ زينكو سوا”… الحريري يقول: أنا معَ التمديدِ إذا اضْطُررنا.. السنيورة يُمهّدُ للواقعة.. بري أكثرُ نُبهاً يرى التمديدَ بأمِّ العين ولا يريدُ أن يتبنّاه.. يَطلُبُه ولا يَحمِلُ إثمَه.. وعدوى بري تصيبُ عدوان الذي ناحَ ولطم على ضياعِ الانتخاباتِ وقالَ إننا لا نُريدُ أن نَستسلمَ بسهولة.. وهي مسؤوليةٌ كبيرة.. لا لم ولماذا والى آخرِ علاماتِ التعجّبِ والاستفهام.. لكنّ الأصدقَ بينَ جميعِ هذه المركّباتِ هو نقولا فتوش.. أو ما بات يعرفُ بجرّاحِ التمديد. أما مَن يُعطّلُ أجراءَ الانتخابات.. فهو نفسُه الذي يربِطُ الرئاسةَ بالمجلس.. وفي طليعتِهم الرئيس سعد الحريري الذي قال إنّ رئيسَ الجُمهوريةِ أولاً وإلا فلا انتخاباتِ نيابيةٌ لأنّنا لا نريدُ أن نصلَ إلى سيناريو العراق. يُعطِّلُ الحريري بربطِه بينَ الاستحقاقينِ أولاً وبتمسّكِه بالمرشّحِ سمير جعجع ثانياً.. ألم يَقتنعْ أنّ عشْرَ جَلَساتٍ نيابيةٍ كافيةٌ لتبديلِ هذا الخِيار؟. وجعجع بدورِه يتمسّكُ معَ كلِّ جلسة.. بالجلوسِ وراءَ طاولةِ المؤتمرات في معراب.. ليَدينَ النواب ويعتبرَ أنّهم يَرتكبونَ جريمةً كبيرة.. ألم يكُن مشاركاً شخصياً في هذه الجريمةِ عندما أصرَّ على بقائِه مرشّحاً؟ هو يَدينُ أهلَ البيتِ المسيحيِّ الذين يدمّرون موقعَ الرئاسة.. على اعتبارِ أنه ليس من مكوّناتِ أهلِ هذا البيت.. وإذا احتَسبت نفسَك منهم.. فأنت تدمّرُ أيضاً.. وإذا أردتَ الإنقاذ.. تنحَّ وأترُكِ الفرصةَ للآخرين.. فعشْرُ جلَساتٍ كافيةٌ لتُدركَ أنك لستَ لبعبدا.