إرتفعَ عَلمُ لبنانَ واسمُ شُعبةِ المعلوماتِ على موقِعِ لواءِ أحرارِ السُّنة بَعْلَبك الذي أقلقَ راحةَ اللبنانيين وأجهزةَ الأمن.. جرى القبضُ على المُشغّلِ المدعو حسين شومان الحسين.. وتلقّت النقيب سوزان الحاج التهانيَ بنهايةِ الكابوس الطائفيِّ القاتل… إلى هنا.. الإنجازُ يكادُ يوازي النصرَ والفتحَ المُبِيْنَ في الجرائمِ المعلوماتية.. ولواءُ أحرارِ السنةِ إحدى أخطرِ هذهِ الجرائمِ في مرحلةِ التفجيراتِ وتبنّيها وإطلاقِ الصواريخِ والتهديداتِ وما يعادلُها من إرهاب. لكنْ ولدى البحثِ في هُويةِ المشغّلِ المفترض وأدواتِه الإلكترونيةِ.. يتبيّنُ أنه كان يشغلُ البلد ببلاك بيري قديم.. ومِن مَنزلٍ بلا كمبيوتر أو “واي فاي”.. شابٌّ في التاسعةَ عشْرةَ مِن عُمرِه أوقفَ بضبطِ سيارةٍ ولم يكن قد تعلّمَ القيادة.
بعد لبنانيٌّ مجنّس من بيئةِ حزبِ الله، حزبُ الله لم ينفِ أن المشغّلَ من أنصارِه ومن بيئته.. لكنَ مصاردَه قالت للجديد: لدينا شكوكٌ أمنيةٌ تُجاهَ هذا الأمر. فالحزبُ الذي احتارت به إسرائيل إلكترونياً هل يَسقطُ في فخٍّ بسيطٍ وسهلٍ كهذا.. ثم إنّ الاتهامَ سَبقَ أن شَمَلَ الصِّحافيَّ حسين مرتضى القريبَ منَ الحزب وقد أصرّت القوى الأمنيةُ حينئذِ على توقيفِه، ولو كنا وراءَ تشغيلِ موقعِ لواءِ أحرارِ السنةِ أفلم ننتبهْ من شهرٍ إلى اليوم أنّ المشغّلين أصبحوا تحت المراقبة مُذ وَقعتِ العينُ تجنّياً على مرتضى؟. فالفاعلُ غالباً ما يتوارَى ويُخفي جرمَه حين تشتدُّ الساعة ويصبحُ تحتَ العيونِ المجرّدة. فعلى مَن أعلنت شُعبةُ المعلوماتِ نصرَها؟ الجواب رهنُ التحقيق.
سياسياً، التمديدُ رهنُ الإخراج، واستحضارِ الصيغةِ والمدة. والرائجُ حالياً هو التمديدُ الفنيّ.. على اعتبارِ أنّ احتلالَ المقاعدِ سيتطلّبُ معزوفةً موسيقيةً أو أنه سيَظهرُ بنوتةٍ تَليقُ بالحدثِ الأسود.. والأفضلُ سيكونُ اختيارَ التمديدِ على وقْعِ عزفِ نشيدِ الموتى.. ولا تفسيرَ آخرَ للتعبيرِ الفنيّ الذي خَرج به السياسيون وبينَهم النائب وليد جنبلاط اليوم.. لأنَّ العمليةَ الانتخابيةَ تَنتهي تِقْنياً وفنياً بيومٍ واحدٍ إذا حضَرت العزيمةُ لإجراءِ الانتخابات.. وبقيةُ الأسباب ليست موجِبة.. وتشبهُ تمسّكَ الطغاةِ بكراسيهم.. لاسيما الذين انتَهت بهم السلطةُ إلى نهاياتٍ درامية.