Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 18/8/2014

 

وضعَ وزيرُ التربيةِ هيئةَ التنسيقِ النِقابيةَ أمام أصعبِ الامتحاناتِ في تاريخها.. فإذا سرى مفعولُ الإفادات يكونُ بسببِ إصرارِ الأساتذةِ على مقاطعةِ التصحيح.. وإذا أصرّ بو صعب على قرارِه . وتراجعتِ الهيئةُ عن مقاطعتِها نكونُ أمامَ المسؤولياتِ عينِها.. وترمي هيئةُ التنسيقِ كلَّ نضالِها وحَراكِها الأنصعِ في التاريخِ النِّقابيّ.. ترميهِ في سؤالٍ رسميٍّ لم تَعرفْ له جواباً… أخطأتِ الهيئةُ في عِنادِها.. وما زالت تتجاسرُ حتى الساعة.. أخطأت في عُنوانِ التحرّك.. فضربتِ التلامذةَ وحيّدتْ أولياءَ الدمِ منَ السياسيين الذين لفُّوا السلسلةَ على أعناقِ الطلابِ وذويهم.. أقفلوا بابَ التشريع وجلسوا اليومَ يَبحثونَ عن مخرَجٍ يُعيدُهم نواباً ممدَّينَ في ولايةٍ ثانية. قد تعودُ هيئةُ التنسيق عن قرارها لكنْ بعد فواتِ الأوان.. فالإفاداتُ أصبحت واقعاً.. نبذَها النبهاءُ منَ التلامذة أوِ احتَفلَ بها الكَسالى.. هي إفاداتٌ ستُمنحُ أيضاً لأساتذةِ تَصحيحٍ قرّروا أن يَلعبوا مع طلابِهم في “طابة”ٍ سياسيةٍ أودت بمصيرِهم معاً.. ولم تُنقِذْ إلا السياسيينَ أنفسَهم. القرارُ عن القواعدِ النِّقابية سيَصدُرُ غداً.. لكنَّ الزمنَ يكونُ قد تخطّى المقرّرين.. الذين اعتَقدوا أنّ معركتَهم معَ وزيرِ التربية . فحاربوه إلى أنِ استلّ سلاحَ الإفاداتِ مِن دونِ أن يكونَ له أيُّ خِيارٍ آخر. هل كانت الحربُ مشروعةً في وجهِ وزيرٍ منحَهم نَصراً نِقابياً في الشارع؟ وأين أفواجُ هيئةِ التنسيقِ اليومَ مِنَ المعركةِ الأمِّ التي كان عليهم تصويبُ الهدَفِ ضِدَّها. فالتمديدُ زحَفَ اليومَ في أولى مراحلِه عندما تجاوزْنا دُستورياً مرسومَ دعوةِ الهيئاتِ الناخبة.. فيما مجلسُ الوزراءِ لم يأخذ عِلماً ولم يُعطَ أيَّ خبر. وقياساً على التحرّكاتِ النِّقابيةِ وسقوطِ الاتحادِ العُماليِّ العام.. فقد كان متاحاً لهيئةِ التنسيق النِقابيةِ أن تكوّنَ حالةً متراصةً بعيدةً من الطائفية لم يسبِقْ لها مثيلٌ في تاريخِ العملِ النِّقابيّ.. وكان لهذا الحَراكِ أن يَصفعَ النوابَ على خدِّهم التشريعيِّ ويؤلِمَهم في الشارع.. ويؤسّسَ لثورةٍ تَضرِبُ في عمقِ التمديد.. لكنَّ الهيئةَ فَقدت تنسيقَها.. وما اجتماعاتُها المطولةُ منذ أيامٍ حتَّى الغدِ سِوى مؤشّرٍ إلى خلافاتٍ سادت صفوفَها بين مؤيدٍ للعودةِ إلى التصحيحِ ورافضٍ له… هيئةُ تنسيقٍ بإفادة.. على مُجتمعٍ مدَنيٍّ لا تَبدو عليهِ علائمُ القدرةِ على التغيير.. بتنا على مرمى مجلسِ نوابٍ حكَمَ بلا فائدةٍ ويَعتزمُ البقاءَ معجّلاً مكرراً.