بطاركةُ الشرق يَممّوا وَجهَهم شطرَ أربيل وقرى أصبحت تَحُدُّها داعش .. ذَهبوا الى حيثُ اضطهادُ الأديان.. وحيث دولةٌ بنَت خلافتَها على دماءِ الطوائف .
زيارة رأَسَها بطريركُ لبنانَ وسائرِ المشرق بشارة الراعي متقدّمًا جَمْعاً كنَسياً مشرقياً ترَكَ صلاتَه وديعةً على أرضٍ محروقة ونسيجٍ مسيحيي أصبحَ في العَراء سَمِعَ البطاركةُ من المسوؤلين في كُردستان العراق تمسًّكَهم بالمسحيينَ وبالعيشِ معاً أو الموتِ سوياً.
ولكنَّ الصرخةَ التي أودعوها هناك كانتْ أقوى مِن أيِّ وعد.. وهي تَقصّدتِ الآذانَ الدّوليةَ والأممَ المتحدةَ الواقفةَ متفرّجةً على إرهابِ داعش. هذا الإرهابُ لم يُفرّقْ بين مسيحيٍّ ويَزيديٍّ وسُنيٍّ أو بينَ عراقيٍّ وسوريٍّ.
وأميركيٍّ تعمّدَ داعش ذبحَه تحت رايةِ الدولةِ الإسلامية وعلى الرَّغمِ مِن ذلك فإنّ الخليفةَ البغدادي لم يُدرج في لائحة الإرهاب الدَّولية بعد.أميركيٌّ آخرُ بعدَ الصِّحافي جيمس فولي مُهدّد بالذبح. والسلُطاتُ الأميركيةُ لا تَملِك سِوى التحققِ من الفيديو وإثباتِ الجريمة. لكنْ ماذا هي فاعلةٌ معَ داعش على المدَى البعيد ؟ ولماذا تقفُ ضرَباتُها الجوية عند حدودِ الدولة الكُردية الموعودة؟
واشنطن حتّى اليوم تهادنُ الإرهاب .. والغربُ يساعدُها في توريطِ إيرانَ عَبرَ دَعوتِها إلى التدخّل وطلبِ نَجدتِها. فبعد البريطانيّ ديفيد كاميرون وندائِه طهران .. صحا الفرنسيُّ لوران فابيوس على دورِ إيرانَ ودعاها إلى محاربةِ الدولةِ الإسلامية هي دعوةٌ مباشرةٌ إلى الحرب وإشراكِ إيرانَ في دوامةِ عنفٍ سُنيةٍ شيعيةٍ لا تنتهي. وتخويفُ لدولِ الخليج مِن الفُرس من جديد ليُفتحَ من بعدِها سوقُ بيعِ السلاح الى هذه الدول.
بالأمسِ عارضتُم مساندةَ إيرانَ للحرب في سوريا فما الذي تغيّرَ لتدعوها إلى ساحةٍ من فتنةٍ في العراق .. والى التنظيفِ وراءَكم وضربِ مجموعات دعمتمونها بأيديكم وكانت فخرَ صناعتِكم الهدامة .
وإلى المصدرِ الأولِ للإرهاب حيث غزة تحتَ الطبعة الثانية من النيرانِ الإسرائيلية .. عِشرونَ شهيداً وأكثرُ وانهيارُ مفاوضاتِ القاهرة بصمتٍ مِصريّ .. ولم تكلّفِ القاهرةُ نفسَها جُهدَاً لتثبيتِ مَبدأِ التفاوضِ الواقعِ على أرضِها .. ولم يفقهْ قادةُ مِصرَ أنّ دورَهم ليس تقديمَ الخِدْماتِ في فندقِ التفاوض بل فرضُ قرارِها وما تملِكُه من صكوكِ ضغطٍ على إسرائيلَ لمنعِ الدم .على أنَّ الصاروخَ هو مَن سيفاوضُ بعدَ اليوم .. وحِيالَه حذّرتِ القسّامُ شركاتِ الطيرانِ العالميةَ مِنَ التوجّهِ إلى مطارِ بنغوريون ودعَت جُمهورَ العدوِّ إلى عدمِ التجمعِ في أماكنَ تَصِل إليُها الصواريخ ..
ومِن هنا تُكتبُ بنودُ التفاوض من جديدٍ ضِدَّ عدوِ الشمس الذي أبلغه سميح القاسم يوماً أنّ الشعبَ لن يساومَ وسيبقى يقاوم.