العسكريون الأسرى رهنُ بَدء التفاوض بعد نشر فيديو يحملُّهم مطالبَ تشترط وقفَ قتال حزبِ الله في سوريا.
شريطٌ يجمّلُ إنسانيةَ جبهة النصرة الخاطفة التي تَفرِضُ خِطاباً موحّداً ينطِق به رجال الأمن ويطلبون من ذوويهم التحرّكَ ضدَّ الحزب يرتدون الزِيَّ العسكري ويخرجون على رأس موقفٍ واحد في إخراجٍ سيّئِ التدبير لمجموعةٍ خاطفة تستخدمُ ديكتاتوريتَها في قالَبٍ ما عادَ مقنّعاً.
ما يطلبُه الخاطفون هو انسحابُ الحزب من معاركِ الميدان لكن حزب الله فريقٌ تَنحصِرُ مشاركتُه في مواقعَ سوريةٍ حدوديةٍ معَ لبنان
فماذا عن عشَرات آلافِ المقاتلين من ثمانينَ دولةً أجنبية هل تطالبُ النصرة بخروجِها مِن سوريا وحالياً فإنَ غريمَ النُّصرة الأساسيّ هو داعش الذي يسحبُ ضوءَ النار من تحت البساطِ العسكريّ لجميع التنظيمات المسلحة وآخرُ معاركه تدور حالياً في الرقة حيث لم يوافقْ شَنٌّ طبَقة.
وهذا هو الهجومُ الثالثُ على مطار الطبقة غيرَ أن داعش لا يزال خلفَ مدارجِه مع استمرارِ الغارات السورية عليه وسقوطِ قتلى من صفوفِ داعش.
قدرات الدولةِ الإسلامية على السيطرةِ والخطف والذبح، لاسيما بعد إعدامِ الصِّحافيّ الأميركيّ جيمس فولي غيّرت قواعدَ الاشتباك الدولية فأصبحنا أمام مرحلةٍ ستحلّق فيها الطائرات الأميركية جنباً إلى جنب معَ طائراتِ النظام السوري لتضرِبَ الأهداف نفسَها وذلك بعدما مدّت واشنطن يدَها إلى خصمِها التاريخي حزب العمال الكرستاني للسيطرة على مناطقَ احتلّها داعش في الموصل وعلى أطرافِ أربيل، عدا طلبِ الودِّ من إيران.
وقواعدُ اللُّعبة تتغيّرُ في السياسة أيضاً إذ أعلنت الخارجيةُ المِصرية أن وزراءَ خارجية خمسِ دولٍ عربية سيعقِدون اجتماعاً يومَ غدٍ في السُّعودية لمناقشة سبلِ التوصل الى حلٍّ سياسي للأزمة السورية بعد تنامي داعش في العراق وسوريا الذي بات يهدّدُ الأمنَ الإقليمي.
الاجتماع سيضمُّ إلى مِصرَ كلاً منَ السُّعودية والأردنّ وقطر والإمارات ولم تَظهرْ في الدعوة المصرية أيُّ ملامحَ للائتلاف السوري الذي غالباً ما كان يتصدّرُ الاجتماعات العربيةَ واللقاءاتِ المغفورَ لها المعروفةَ باسم أصدقاءِ سوريا وعلى ما يبدو فإننا أمام تبصّرٍ عربيّ واستدارةٍ في الموقف بعدما تجمّعت طوابيرُ الإرهاب على الأبوابِ العربية وما دعموه وغذَّوه بالأمس في المال والسلاح أصبحَ يشكلُ خطراً على مدنِهم وربما عروشِهم يَقَظةُ الدولِ العربيةِ الخمسِ غداً إذا ما استَبعدت الائتلافَ السوريّ لن يَنقُصَها في اللقاءاتِ المقبلةِ سِوى دعوةِ وزيرِ الخارجيةِ السورية وإن كان الأمرُ فيه حرَجٌ للعربِ وجامعتِهم.