Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 24/8/2014

عودةُ العسكر شغلتِ الفراغ.. أولويتُها سحبتِ الضوءَ من فوق الكرسي الشاغر وما يوازيه من خلافاتٍ سياسية.. لكنَ خيوطَ التفاوض ما زالت عائمة بين وسيطٍ ثالث.. ودخولِ أطرافٍ إقليمية على الملف.

وإذا كانت نقطةُ الانطلاق لاتزال مفقودة فإن الأهمَ حالياً هي نقاطُ تمركزِ الخاطفين الذين ما إبتعدوا بعد عن جرود عرسال.. وهم بحسبِ المفاوضين السابقين لن يُقدِموا على أذيةِ المخطوفين لأنهم يريدون الإمساكَ بأوراقِ قوة.. وتلك عوامل تطمئن إلى أحوال الجنودِ ورجالِ الأمن… الجيش وليُ الدم الحي لن يحتاج أثناءَ علمياتِ التفاوض سوى الى عدم التشكيكِ والتنحي عن تخريج النظرياتِ والتحاليل كما قال النائب وليد جنبلاط في جولتِه الجبلية اليوم .

واعتبر جنبلاط أن معركتَنا مع الارهاب وداعش لا تزال في البداية . وأبدى عجباً من الذين يخرجون بتصريحاتٍ تشبّه داعش بحزب الله وسأل: ما هذه الهرطقة السياسية والتعصب وهذا الغباء.

لم يُسمِ جنبلاط صاحبَ هذه المواصفات . لكن الرسمَ التشبيهيَ يذهب حفراً وتنزيلاً إلى وزير العدل أشرف ريفي الذي تزعم نظريةَ تطابقِ الجينات بين داعش وحزب الله في إحدى الحلقات التلفزيونية وإستكمل موهبتَه بخطابِ الأمس من طرابلس عندما جزم بأن الأسرى من العسكريين وقوى الأمن سيخرجون من دونِ مقايضة. واثقُ المحور يمشي ملكاً.. فاللهجة التي حسم فيها ريفي إطلاقَ سراح العسكريين تعكِسُ قدرة شخصٍ “بيمون” أو قياديٍ يتزعم فريقاً في داعش.. أو على أقلِ تقدير تدل على وزيرٍ شغَل منصبَ قائدِ محورٍ سابقاً.. وقائداً محاوراً اليوم.. يتكلم من بابِ العارفِ للبيتِ وأهلِه.

تحت هذه المقادير.. نعم يحق لريفي الجزم.. ولا يُعتقد أنه ينطق بإسم وزارة العدل اللبنانية لأن الدولة لم تقرر التفاوضَ المباشرَ بعد.. ولم تُلَزَّم هذه المهمة لأيٍ من الوزراء لتاريخِه… إقليمياً.. خطرُ داعش يستنفر العرب.. في إجتماعٍ خماسيٍ إستضافته السعودية وظِلُه السادس وملاكُه الحارس هو الولايات المتحدة الأميركية التي تدرس إمكانيةَ شنِ ضرباتٍ جوية على الدولة الإسلامية داخل الدولة السورية. وقد أعلن وزير الخارجية وليد المعلم أن بلاده تدرس إقتراحَ أميركا هذا وستردّ عليه غداً.. ما يؤشر إلى تعاونٍ عسكريٍ رفيع ضدَ عدوٍ مشترك.

هذا العدو لم يعد هاجساً للعرب بل للغرب.. فمن بريطانيا تخرج قاطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي.. وتستعد لندن لكشف هويته قريباً مع ترجيحات أن يكون مغني راب سابق.. وعندها لن يعود فضل شاكر وحيداً على الساحة الفنية الذي إنخرط في أعمال إرهابية… بريطانيا تتحقق من مواطنيها.. وإيطاليا خائفة على مواطنيها بعد كلام وزير داخليتها اليوم عن أن عشرات الإيطاليين أصبحوا في صفوف داعش وهم.