Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 11/9/2014

فالقضاءُ على داعش يُلزّمُ إلى العرب بقرارٍ أميركيٍّ وانسحابٍ بريطانيٍّ وتململٍ تُركيٍّ لأنَّ المرءَ لا يُحاربُ نفسَه ومِن أرضٍ اتُّهمت يوماً بأنها كانت مَصدراً مِن مصادرِ التمويل دَعا وزيرُ الخارجيةِ السُّعودية سعود الفيصل إلى تجفيفِ منابعِ الإرهابِ وقَطعِ التمويلِ بما في ذلك السلاحُ المتدفِّقُ مِن بعضِ الدول عَشْرُ دولٍ تَعهّدت معَ واشنطن العملَ معاً لمحاربةِ داعش من دونِ إشراكِ قواتٍ أجنبيةٍ في القتال لكنّ روسيا وَضَعت فيتو شفَهياً مُستدرِجةً حواراً مُسبَّقاً معها وإذناً بالدخولِ إلى محميةٍ روسيةٍ في المِنطقة وبموجِبِه فإنَّ الخُطوةَ الثانيةَ لأميركا تَكمُنُ في تحريكِ عَجَلةِ التفاوضِ مِن فوقِ الطاولةِ ومن تحتِها معَ الروسِ والإيرانيين السُّعوديةُ على رأسِ الدولِ الجاهزةِ لمحاربةِ الإرهاب وهي استَبَقتِ التحالفَ العربيَّ الدَّوليَّ بقرارِ تدريبِ المعارَضةِ المعتدِلةِ على أراضيها بعد تمويلِها وتسليحِها عربياً وأميركياً لكنْ سبق الفضل .. واختَبرتِ المملكةُ في ثلاثةِ أعوامٍ التسليحَ والتمويلَ على مجموعاتٍ تَحمِلُ الأوصافَ عينَها وإذ بالسلاحِ يَذهَبُ إلى داعش والنُّصرة ولا تَجني السُّعوديةُ منها سِوى الاتهامات كان مالُ المسلمين يُصرفُ على تدعيمِ الحجَرِ الأساسِ لدولةِ داعش .. وما تبقّى منه يُقتطعُ كزكاةٍ لجَماعةِ إسطنبول لكونِ ثورتِهم النُّخْبويةِ مُكلِفةً وتحتاجُ إلى بيوتِ مالٍ لتسديدِ فواتيرِ الفنادقِ الحالمة فعلى أيِّ اعتدالٍ في المعارضةِ ستُصرَفُ سبائكُ المملكةِ الذَّهبيةُ اليوم ؟ ولْيُسمّوا اسماً واحداً منَ المعارضيين الوسَطيينَ الذين “مانوا” على قِطعةِ أرضٍ في سوريا أو سيطروا على دَسكرةٍ أو حيّ؟ تِجرِبةُ السنواتِ الثلاثِ تقولُ إنّ الجهةَ المموِّلةَ والمُسلِحةَ والمجموعاتِ المتدرّبةَ ما ” طالت عِنب اليمن ولا بلح الشام ” وعليه فإنه لا تدريبَ ولا مَن يُدرِّبون . لبنانُ الحاضرُ في اجتماعِ جُدةَ كدولةٍ متضرِّرةممثلاً في وزيرِ الخارجيةِ جبران باسيل أعلن أنّه شريكُ العالَمِ في الحربِ على الإرهاب لكنّ هذه الشراكةَ لن تَقِيَهُ شرَّ الدولةِ الاسلامية هذا البلدُ يَستضيفُ على أراضيه مِليوناً ونِصفَ مِليونِ نازحٍ سوريّ .. لديهِ مشكلاتُ حدودٍ على عددِ كيلومتراتِها .. يعيشُ أزْمةَ الخطفِ وعسكريوه رهائنُ لدى تنظيماتٍ إرهابية يُعاني منذ بَدءِ الازْمةِ وقُراه الأماميةُ عُرضةٌ للاجتياحات وعلى الرَّغمِ مِن كلِ ذلك فلبنانُ لا يريدُ التحدّثَ الى الدولةِ السورية ولا يستندُ إلى معاهداتٍ سوريةٍ لبنانيةٍ مشتركةٍ تَرهاعا الأممُ المتحدة نحنُ في سباقٍ معَ الزمن .. ونُقفلُ الأبوابَ على الحوارِ معَ الدولةِ السورية .. الوقتُ ضِدّنا وتسعتجلُه داعش والنّصرةُ أيضاً حتّى لا يَدْهَمَها الشتاءُ والثلجُ وتَتِمَّ محاصرتُها في الجرود فالمجموعاتُ الإرهابيةُ تبحثُ عن ملاذٍ دافىءٍ ولن يكونَ أمامَها سِوى التقدّمِ باتجاهِ عرسال أو استعادةِ السيطرةِ على مناطقَ في القلمون لأنّها لن تحيا في الجبالِ عُرضةً للخطرِ الأبيضِ ومِن هنا فإنّ لدى الجيشِ أوراقَ قوةٍ يُمسِكُها في يدِه لكنها تستلزمُ اكتمالَ العُدةِ سواءٌ في الدعمِ العسكريِّ أو من خلالِ التنسيقِ معَ الجيشِ السوريِّ وحِزبِ الله .. وهذا أقوى أدواتِ التفاوض.