Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 13/9/2014

الى بلادٍ سكنَها سيتفان دي مستورا سنواتٍ كوكيلٍ أُمميّ  عادَ اليومَ كوسيطٍ يأمُلُ حلَّ الأزْمةِ السورية  لكنّ مُهمتَه الموروثةَ من كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي ستكون أكثرَ تسهيلاً إذا ما بدأَ دي مستورا من الأزَماتِ المتفرّعةِ وفعّلَ الأوتسترادَ السياسيَ من بيروتَ إلى الشام  فاتحاً بابَ النقاش بين حكومتينِ تَعيشان على خطِّ استواءٍ واحد  تتنفّسانِ الخَطَر عينَه  يعيشانِ شعباً واحداً في بلدَين   يحاصرُهما عدوٌّ مشتركٌ يهدّدُ وجودَ الدَّولتَين  مُهمةُ الموفدِ الدَّوليِّ صديقِ الجارتين تبدأ من هنا  من وضعِ أسسٍ للتفاوض

بين الحكومتينِ في شأنِ النازحين والحدودِ  والتنسيق العسكري في جمهوريةِ الجرود وكان على المسؤولين اللبنانين الذين التقاهم أن يفوضُّوا  إليهِ هذا الدورَ ما داموا لن يَقوموا بواجبهم مباشرةً ويقرّروا الاستمرار في سياسية إقفال الأبواب

وعلى طرقِ الوساطة الدَّولية العربية وصل وزيرُ الخارجيةِ الأميركية جون كيري إلى القاهرة بعد أنقرةَ وبغداد  لكنّ دورَ اللاعب الدبلوماسيِّ الأول في مِصرَ سيختلفُ عنه في بقيةِ الدول

فالرئيسُ عبد الفتاح السيسي وفي معلوماتٍ خاصةٍ بالجديد يَسعى لتقريب المَسافاتِ السياسية بين السُّعودية وسوريا  وهو يسيرُ وَفقَ مَنهجٍ يعارضُ إسقاطَ النظامِ في سوريا لكونِه اختَبرَ مرَّ الإخوانِ والعِصاباتِ المسلحة التي كانت ستدمّرُ مِصرَ من بوابةِ سينا  ومن موقِعِ الخبير بهذه الجماعاتِ لن يرضى بتسليحِ المعارضة السورية وإنْ مَوّهت وجودَها بصفةٍ معتدلة  ووفقاً لتقويم السيسي فإنّ داعش والنّصرة يقعانِ تحتَ غِطاءٍ إخوانيّ  وسيطلُبُ من كيري ضربَ هذينِ التنظيمينِ في قلبِ سوريا وبالاتفاق مع النظامِ وهي المُهمة الأصعبُ لكيري والإدارةِ الأميركية التي سبق وحدّدت عدوَّها بداعش من دونِ النصرة

رحلةُ كيري إلى المِنطقة في كِفة  وإلى القاهرة في الكِفّةِ المقابلة لكونِ مِصرَ وبناءً على ما تقدّم رَفضت إرسالَ قواتٍ إلى التحالفِ وتُؤدّي اليومَ دوراً سياسياً يقاسُ بالميزان غيرَ أنّ الولاياتِ المتحدة تمتهنُ اللعِبَ على الحبلين

فهي ومعَ كثيرٍ من الدول أصبحت على قناعةٍ باعتماد الحلِّ السلمي في سوريا وقد أكّد هذا التوجّهَ حِلفُ جُدة َفإذا كان الحلُّ سياسياً فما حاجةُ البنتاغون الى تدريبِ خمسة آلافِ مقاتلٍ من المعارضة السورية بإشرافٍ ودفعٍ ماليٍّ سُعودي  تدرّبونهم لقتال مَن

ثمانون دولةً شاركت في الحرب على سوريا ولم تُسقطِ النظام  وبخمسةِ آلافِ مقطوعٍ عن العمل ومرتزِقٍ تريدون اليومَ إتمامَ المُهمة

في المُهماتِ الوطنية الأصعب مَحلياً يطرق رئيسُ الحكومة تمام سلام غداً بابَ قطر طلباً لوساطةٍ في مِلفِّ المخطوفين العسكريين لما للدوحة من علاقاتٍ تؤهّلُها أداءَ هذه المُهمة وهي نجحت أخيراً في إطلاق جنودِ الاندوف وقدّمت على خطوطِ مجلسِ التعاون أوراقَ اعتمادٍ لتخفيفِ الحصارِ الدبلوماسيِّ عليها التي كانت ستذهبُ بعيداً في الحصار البحريّ والجويّ والبري  ومن هذه الأوراق التخلي عن سبعةٍ مِن دعاة الإخوان المسلمين الذي عاشوا في كنَفِها وعلى أراضيها