بعد نحو شهر من انطلاق معركة القلمون، فقدت المجموعات الارهابية مراكزها الأساسية ومرتفعات حاكمة، وخسرت أعدادا كبيرة من كوادرها وقياداتها وعناصرها، بفعل الضربات العسكرية النوعية التي وجهها الجيش السوري والمقاومة الذين واصلوا اليوم التقدم في جرود الجراجير عند قرنة شميس الحصان وقرنة شعبة المسروب ودمرت آليات للارهابيين.
الجيش اللبناني بقي العين الساهرة والارادة اليقظة، راصدا كل دبيب للمسلحين فاستهدف تحركات مشبوهة لهم في جرود عرسال بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة. في وقت أعادت فيه المؤسسة العسكرية، إلى معلولا، تحفا وكتبا مقدسة قديمة ونادرة كانت التنظيمات الارهابية قد استولت عليها حينما غدرت بالمدينة الآرامية العريقة الممتدة على مر الزمن، وكان الجيش قد ضبطها في عرسال.
هذا، ما تزامن مع توجيهات للرئيس السوري باعادة تمثال السيدة العذراء “ع” إلى مكانه الأصلي في معلولا، إضافة إلى قطع أثرية نادرة بينها أجراس تاريخية كان الارهابيون قد استولوا عليها.
في السياسة، بقيت قضية “قلب لوزة” تتفاعل في ظل تأكيد الموحدين الدروز السوريين بأن حمايتهم تكون تحت سقف الوطن والدولة السورية، كما قال شيخ العقل يوسف جربوع.
قيادة “النصرة” حاولت ان تتبرأ من ارهابها وتتنصل من جريمتها، بالقاء المسؤولية على عناصرها المتفلتين. لكن بيان “النصرة” لا ينطلي على أحد، فهي لم تكتف بالقتل الجماعي، بل منعت دفن الشهداء، ولا تزال تضغط على الموحدين الدروز لتغيير ثوابتهم التوحيدية.
“جبهة النصرة” نفسها أمهلت الموحدين أياما تحت طائلة العقاب الجماعي. ومن هنا تبدو محاولتها التبرؤ كذبا وتضليلا اعلاميا. فهي باختصار فرع “القاعدة” في سوريا، ايديولوجيتها الارهابية معروفة وجرائمها على ساحة المنطقة واضحة، فلذلك لا قيمة لبيانها فهي تتحمل مسؤولية الدم الذي يسيل كل ساعة.
وفي الداخل، ثمة إصرار على عودة الحكومة إلى الاجتماع، كما نقل زوار عين التينة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شدد على وجوب اعطاء المجال، لكن ألا يطول الأمر كثيرا لحسم الاتصالات والمشاورات الجارية حول الموضوع.
الرئيس بري أبدى اصرارا على فتح دورة استثنائية للمجلس، لبت قضايا تشريعية ملحة لم تعد تحتمل التأجيل، علما ان ذلك يحتاج إلى وجود حكومة فاعلة وغير مكبلة لمواكبة العمل التشريعي.
إصرار لبناني على تبريد الأجواء، وبهذا تأتي الجلسة السادسة عشرة للحوار بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” يوم الاثنين في عين التينة، ترجمة لهذا الواقع لأنه ما دام الحوار بخير فلبنان بخير.