وحده الرئيس بري بما أوتي من مواهب قادر على اجتزاء الصورة وتحميل المسيحيين مسؤولية تعطيل المجلس النيابي والتشريع من دون أن يرشق حزب الله بوردة علما بأن الكل يعرف أن السبب الأساسي لما وصلنا اليه هو شغور مبرمج في موقع رئاسة الجمهورية، والرئيس بري يعرف أن حزب الله هو الذي يحتجز الاستحقاق والا فما الذي منعه منذ أحد عشر شهرا من المشاركة في جلسات الانتخاب الاثنتين والعشرين؟ لكن المذهل وغير المفاجئ في آن هو أن ينضم حزب الله الى هجوم بري مشظيا حليفه العماد عون من دون أن يرف له جفن.
وبعد، لماذا لم يصارح الرئيس بري والحزب اللبنانيين بتنوعاتهم الطائفية بأن رئاسة الجمهورية هي شأن مسيحي بحت أي ان من يختاره المسيحيون يبصم عليه المسلمون كي يستقيم اتهام المسيحيين بالتعطيل؟
في الانتظار يأمل المراقبون أن تنقشع غيمة الغبار الناجمة عن انفخات دف التناغم بين المكونات السياسية لأن الاستحقاقات الحياتية والمالية والأمنية تضغط على الجميع وعلى الجميع البحث عن مخارج. للتذكير هي متوافرة في متن الدستور وليس في بلاغات الانقلابيين وأول المخارج انتخاب رئيس للجمهورية.