Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “او تي في” المسائية ليوم الخميس 23-4-2015

هي المأساة الإنسانية نفسها تجاه كل جريمة. فهناك من يتذكر، وهناك من يتنكر. الذين يتذكرون يعملون ويساهمون، أو على الأقل يحاولون منع تكرار الجريمة… أما الذين يتنكرون فيشجعون ويحرضون، أو على الأقل يتركون الجريمة تتكرر وتتكرر … لبنان غدا في الرابع والعشرين من نيسان، مكتوب عليه أن يقف مرة أخرى أمام ذلك الانفصام في الوجدان والضمير والأخلاق والحق… غدا يقف كل لبنان مستذكرا أول مذبحة في القرن العشرين. أول إبادة، توالدت إبادات، للأرمن وللسريان ولأبناء جبل لبنان. فيما اختار بعض الأصوات في لبنان نفسه، أن يقف متنكرا. أن ينسى دم أبناء وطنه. أن يقف في صف جمال باشا. أن يكون الحبل الملتف مجددا على أعناق الشهداء. أن يصير جلادا معاصرا يدافع عن الاحتلال. تماما كما فعل ربما حيال كل احتلال، باسم الأحقاد والعصبيات والجاهليات هي مأساة كل جريمة إذن، بين من يتذكر ومن يتنكر … وهي تماما مأساة لبنان. فحكومتنا انكبت اليوم على استملاك مقابر جديدة. ربما كي لا تتذكر. أو حتى كي تتنكر. بينما كانت ماري ميكيكيان، آخر شاهدة على الإبادة ربما، تتذكر … وسنظل معها أبدا، نتذكر.