السادس والعشرون من نيسان من العام 2005، الذي يصادف غدا، لم يكن يوما عاديا في تاريخ لبنان المعاصر، انه يوم الولادة المتجددة لوطن رزح تحت نير احتلال سوري، دام ثلاثين عاما، مع ما رافقه من تنكيل وممارسات قمعية.
الاعلان عن بشرى نهاية الاحتلال السوري، سبقها مسار من النضال السياسي، توجته معمودية خضبتها دماء شهداء “ثورة الأرز”، وفي طليعتهم، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي اغتالته يد الاجرام، ومؤامرات النظام الأمني اللبناني السوري.
هذا النظام، الذي فقد بالأمس عموده الفقري، المتمثل بآخر رئيس لجهاز الأمن والاستطلاع السوري في لبنان رستم غزالة.
وبسقوط غزالة على يد نظام وحشي يأكل أبناءه، دلائل أولها: ان نهاية نظام الأسد التي اقتربت بفعل ثورة الشعب السوري المستمرة، تترافق مع أعمال تصفية يمارسها حاكم ما تبقى من النظام السوري، للتخلص من الشهود بالجرائم، التي ارتكبت بلبنان، وبحق الشعب السوري، وفق ما اكد النائب وليد جنبلاط، الذي لفت في الوقت نفسه، الى أن المحكمة الدولية، لا تزال بانتظار رأس النظام.
وعشية ذكرى خروج الجيش السوري، فإن الوقفة المتمثلة ب”عاصفة الحزم”، رفضا للتدخل الايراني الساعي إلى زرع الفتنة والشقاق، لا تزال تتردد في لبنان، وعلى امتداد العالم العربي.
وفي هذا السياق، رأى السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، ان علاقة المملكة بالشعب اللبناني، أقوى من المواقف والخطابات، التي تحرض وتوتر وتسعى إلى إيقاظ الفتنة، في وقت كان الرئيس سعد الحريري يواصل لقاءاته مع كبار المسؤولين الأميركيين، مشددا على دعم المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان، مؤكدا ان الجيش اللبناني ليس “حزب الله”.