لم تكن عاصفةُ الوهمِ السعوديةُ الاميركيةُ لتنتظرَ ثلاثةَ اسابيعَ كي تتكشفَ استهدافاتُها، فالشاهدُ من واشنطن بلسانِ هيومن رايتس واتش بأنَّ مواقعَ الغاراتِ في العاصمةِ صنعاءَ لم تكن سوى مناطقَ كثيفةِ السكانِ قضى فيها العشراتُ بينهم أطفالٌ منذُ البدايةِ المروِّعةِ للعدوان.. واَنَه لا أدلةَ على وجودِ أهدافٍ عسكرية.
رددت هيومن رايتس ووتش بالعلن، ما يقتنعُ به الساسةُ الاميركيونَ بالسر، وتكشفُه صحافتُهم التي وَصفت مستنقعَ اليمنِ للسعوديينَ بمستنقعِ فييتنام للاميركيين..
شهادةٌ تكرِّسُ حالَ العدوانِ المتواصلِ نحوَ متاهةٍ لا أفقَ لها. فلا تغييرَ لواقعِ الميدانِ الذي يَمضي به الشعبُ اليمنيُ مدافعاً عن نفسِه وبلاده، ولا مكانَ لفرضِ وقائعَ يرسمُها قادةُ العدوانِ بأوهامِهم.
ما زالَ الجاني مكابراً يسدُّ اذنيهِ عن أيِ أفقٍ للحلِ والحوارِ الوطني اليمني، بل دفعَ بالوسيطِ الأممي الى الاستقالة، لانهُ خالفَ مراهقي السياسةِ والعسكرِ الرؤيةَ بالمغامرة.
نتائجُ كارثيةٌ وتداعياتٌ على استقرارِ اليمنَ والمنطقةِ تؤكدانِ بحسبِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومةِ الخطيئةَ التاريخيةَ والاستراتيجيةَ لعدوانِ النظامِ السعودي الظالمِ والمدانِ ضدَ هذا البلدِ العربيِ الشقيقِ وشعبِه المظلوم.
عدوانٌ لن يستطيعَ قرارٌ دوليٌ ان يُلغيَ حقيقتَه، او يُنهيَ ازمةَ اليمنِ الحادةَ ولو صدرَ تحتَ الفصلِ السابع..
قرارٌ بكلِ فصولِ التطاولِ على السيادةِ والحريةِ في لبنان، تُحَضِّرهُ ادواتُ الشيطان.
فكمُّ الافواهِ وتقييدُ مجالاتِ الحريةِ وخصوصاً منها حريةَ التعبيرِ استهدافٌ آخرُ لن يَلقَى في لبنانَ كما في سواهُ من الساحاتِ سوى الاصرارِ على مواصلةِ قولِ الحقيقةِ ورفعِ ناصيتِها مهما تجبَّرَ واشتدَّ اصحابُ المحاكمِ التعسفيةِ والممالكِ الاعلاميةِ التي تسعى الى سَوقِ الكلِّ في قافيةٍ ممجوجةٍ واحدةٍ وفي قافلةِ الاسترزاقِ الرخيص.
وكي لا تَرخُصَ ماليةُ لبنانَ أكثرَ وتُصبحَ مؤشراً للاتهامِ والفسادِ شَرَعَت الحكومةُ في تشريحِ أولِ موازنةٍ عامةٍ منذُ خمسةَ عشرَ عاماً ضاعَت خلالَها الأرقامُ والحسابات.