الاحتلالُ يغتالُ الوزيرَ الاولَ في حكومةِ الوحدةِ الوطنيةِ الفلسطينية. قد يبدو غريباً اطلاقُ صفةِ الوزيرِ الاول على وزيرِ شؤونِ الاستيطان والجدار في حكومةٍ ما ، لكنَ الغرابةَ تزول فيما خصَ حكومةَ فلسطينَ المحتلة، نعم انه الاستثناءُ الوحيدُ في كلِ حكوماتِ العالم، ذلك ان دولةَ الاحتلالِ تضمحلُ وتزولُ بغيرِ رئتِها الاستيطانيةِ وجدارِها العنصري، اغتيلَ زيد أبو عين امامَ اعينِ العالم، لانه كان العينَ الساهرةَ والفاضحةَ لمخططاتِ العدوِ الاستيطانية.
الفَعلةُ ليست غريبةً على سِجلِ العدوِ الاجرامي، فدَيدَنُه التفننُ في القتلِ والتفلتُ من العقاب، لكنَ الغرابةَ في هذا السباتِ العربيِ الذي يلازمُ الانظمةَ في كلِ الفصول.. سباتٌ أفاقت منهُ روسيا منذُ زمنٍ فنَشَطت دبلوماسيتُها في المنطقةِ للعبِ دورٍ فاعلٍ في حلِ الازمة السورية، حلٌ لا يراهُ مبعوثُ الكرملن ميخائيل بوغدانوف الا عبرَ حوارٍ سوريٍ سوريٍ بعيداً عن عبَثِ العابثين من عربٍ وعجم.
ولانَ لبنانَ الرسميَ ليسَ استثناءً عن محيطه، بقيت الجمهوريةُ بدونِ رأسٍ بعدَ ستَ عشرةَ محاولةً فاشلةً لجمعِ نوابِ الامة. وانسحبَ الاخفاقُ على اقرارِ قانونِ الانتخابات، وسلسلةِ الرتبِ والرواتب.
خمولٌ تقابلُه حيويةٌ لافتةٌ في مكانٍ آخر، حشودُ الزوارِ اللبنانيينَ شدَّت الرحالَ الى كربلاءَ المقدسةِ شوقاً الى الامامِ الحسينِ حفيدِ الرسولِ الاكرم، لا أخطارَ ولا تهديداتٍ تُثبطُ من عزيمتِهم، فصاحبُ الذكرى أهلٌ لكلِّ المحبةِ والتضحيات ، رافدةً من لبنانَ تنضمُّ الى نهرٍ هادرٍ من البشرِ يتدفقونَ الى كربلاءَ من كلِ اصقاعِ العالمِ لالقاءِ التحيةِ على رجلٍ سكنَ العقولَ واستوطنَ القلوب.