بعد الاستسلام الكامل للأهواء الخاصة في ملف رئاسة الجمهورية صار مصير لبنان مرتبطا بمصير المفاوضات الأميركية الايرانية والتي دخلت في مرحلة تعثر. ويجزم المراقبون بأن ألطف الحلول الخارجية سيكون كارثيا على مفهوم الدولة وكينونتها التعاقدية. ويخطئ من يراهن على أن الاتفاق بين الدولتين زائدا السعودية ام من دونها وهذا مستحيل، سيأتينا برئيس للجمهورية يدخل بعبدا بلا شروط. فالرئيس صنيعة التسوية أو المفروض لن يسمى قبل اعادة النظر في الطائف لأن ما سيسري على المنطقة من مفاعيل استراتيجيات التفتيت المنهجي لن يستثني لبنان.
لكن وبكل أسف ان هذه التوقعات لا تشغل بال المعنيين. الموارنة يمارسون رياضة النكد فوق الهاوية والحوار بينهم هو جزء من تكتيك استنزافي مهما أخضع للتجميل، والمسلمون يبتهجون لنجاح استراتيجية التراشق على المنابر وغسل القلوب على طاولة الحوار. فغسل القلوب بين المستقبل وحزب الله تعرض لانتكاسة خطرة إثر الاشتباك المباشر في مجلس الوزراء بين الوزيرين فنيش وريفي. نقطة مضيئة، لقد نجح الوزراء في ابتداع آلية قبول اعتماد السفراء الأجانب تحت مسمى السفير المعين وتقول التسوية بأن يمارس مهامه على ان يقدم اوراق اعتماده لرئيس الجمهورية يوم ينتخب.