صحيح ان الربيع في عالمنا العربي بات مرادفاً للقلق والخوف: فتحت مسمياته ارتُكبت المعاصي، وتحت ستاره تفشى الارهاب، وتحت غطائه تستر التكفير والتنكيل والقتل والذبح… صحيح ان الربيع في اعوامنا الاخيرة صُبغ باحمر الدم، بدل احمر الاقحوان… لكن، رغم كل شيء، يعود الربيع، ويعود امل الطبيعة… وان كانت امال شعوبنا ملطخة، كاحلامهم، بسواد الازمات التي طالت! اي فصل بدأ اليوم: فصل اتفاقات وتسويات؟ او فصل الصراعات المستمرة؟ من يرصد اجتماعات الغرب بايران، ويستند الى كلام جون كيري، يستشعر ايجابية ما، خلف العقد المستمرة، ومن يراقب كلام الخامنئي، يستشرف حذر طهران من مفاوضيها، ويلمس حرصاً على فصل التفاوض النووي عن مفاوضات شؤون الاقليم التي رفض الخامنئي بحثها مع الاميركيين… وعليه، تبقى نسب التفاؤل موازية لنسب التشاؤم، ويبقى الربيع، كاولى ايامه، ملبداً بغيوم الشتاء العاصف، وتبقى الامهات في عيدهن تحت رحمة القلق الدائم على اولادهم في منطقة ملتهبة، ويبقى نيروز الاكراد يصارع مع شعلتهم التي بات وقودها دمَ شبابهم المدافعين عن وجودهم، في وجه داعش… كل شيء يبقى معلقاً، في انتظار ربيع سياسي ما، لم يرشح من لوزان الآن، عله ينطلق في الموعد الجديد، في السادس والعشرين من الجاري!