عادت الحرارة ظاهريا إلى خط المختارة- حارة حريك بعد أكثر من ثلاث سنوات على آخر لقاء بين السيد نصرالله والنائب جنبلاط. في وقت العلاقة شبه مقطوعة بين “المستقبل” و”حزب الله”، على حد وصف النائب محمد رعد إثر خطاب البيال الأخير لسعد الحريري، والذي وصف فيه قتال المقاومة في سوريا بالمشروع المجنون.
جنبلاط الذي التقى الحريري في باريس بعد طول انقطاع وقطيعة، يسعى لاستعادة دور “عراب الانتخابات الرئاسية” و”حلال المشاكل بين المستقبل وحزب الله” و”همزة الوصل بين بري والسنيورة” و”صمام الأمان بين السنة والشيعة”، ويلتقي اللواء جميل السيد لترضى عنه سوريا، ويعيد مد الجسور مع “الكتائب” و”القوات”، ويرسل إشارات التطمين والتشجيع للعماد جان قهوجي الذي كان جنبلاط من أشد معارضيه. وكل ذلك في سبيل تحقيق هدف واحد: فك الارتباط بين الحريري والعماد عون ومنع الأخير بأي ثمن من الوصول الى بعبدا، حتى ولو عانى الأرق والكوابيس والليالي البيضاء لأشهر وهو يهجس بإسم “ميشال عون”.
ومن الحرارة المستعادة بين الحزب وجنبلاط، إلى جهنم المستعرة في غزة: ألف وستون شهيدا حتى الساعة، في حرب إبادة مفتوحة على الغزاويين، تحت أنظار العالم والعرب المشغولين عن أطفال غزة بأمور أكثر أهمية في أغادير و”ماربيا” لاس بالماس، بينما اسرائيل تدمر القطاع على رؤوس أبنائه وتعيد غزة مئة سنة إلى الوراء.
ومن تدمير غزة إلى تهجير الموصل، حيث بدأت رحلة الشتات للمسيحيين هناك، وسط دعوات تطالب بتشكيل جيش مسيحي في الموصل على غرار “البشمركة الكردية” لحماية ما تبقى من مسيحيين، وصونا لما بقي من أديرة وكنائس ورهبان، في منطقة شهدت على يد “إندراوس” شقيق بطرس، بزوغ المسيحية منذ ألفي عام.