لا دخان أبيض بعد من مدخنة قاعة اجتماعات فيينا إيذانا بنهاية 13 عاما من المفاوضات النووية. تصريحات متحفظة حينا ومتفائلة أحيانا لفرق التفاوض تجعل من الصعوبة التكهن بموعد إعلان الاتفاق بين الدول الكبرى وإيران، لكن الممكن تلمس المزاج الإيجابي العام السائد في العاصمة النمساوية من خلال رد الفعل الإسرائيلي الغاضب والمحبط، ورغم تشغيله ماكينة التخريب بكل طاقتها من خلال وزير الخارجية الفرنسي أو من خلال الكونغرس الأميركي فقد وصف رئيس وزراء العدو بنيمين نتنياهو من يجري بالانهيار لإدراكه تداعيات الـ “نعم” للاتفاق النووي.
في أوروبا تداعيات الـ “لا” اليونانية يبدو أنها لن تكون أقل تأثيرا على أوروبا والعالم. استنفر الأوروبيون مؤسساتهم المالية وتداعوا إلى اجتماع غدا في بروكسل أملا باحتواء الصرخة اليونانية التي إن خرجت أو أخرجت أثينا من منطقتهم فستشجع دولا أخرى مأزومة اقتصاديا في الاتحاد الأوروبي على الخروج منها.
وإذا ما خرجت اليونان، فإلى أين؟ وماذا عن العروض الروسية؟ اتخذت اليونان قرارا مصيريا مستندا إلى ديمقراطية عريقة قدمتها للعالم ومارستها منذ القرن الخامس قبل الميلاد ورئيس الوزراء أليكسيس سيبيراس قاد بلاده إلى رفض سياسة الارتهان لحيتان اقتصادية دولية على حساب مصلحة شعبه، فمن يقود لبنان إلى التخلص من مديونية بلغت أكثر من 70 مليار دولار ويبعث الروح في مؤسسات الدولة التي ضربها الشلل.