من غرفة الأخبار في مجلة ” شارلي إيبدو ” إلى مقهى الأشقر في جبل محسن إلى كفرذبيان في كسروان ، تتعدَّد الجرائم والإرهاب واحد
ومن الاخوين سعيد وشريف كواشي اللذين ارتكبا مذبحة ” شارلي إيبدو ” إلى طه الخيَّال وبلال المرعيان اللذين فجَّرا نفسيهما في مقهى الاشقر، إلى شربل موسى خليل وشربل جورج خليل وجوليانو سعاده الذين يُشتبَه بهم ، بين مُحرِّض ومنفِّذ ، بأنهم ارتكبوا جريمة إطلاق النار على الشاب إيف نوفل ورفاقه ، تتعدَّد التسميات والضحايا تتشابه
الذين سقطوا في غرفة الأخبار في ” شارلي أيبدو ” ذهبوا ضحية إرهابيين فصَّلوا عدالة على قياسهم لكنهم لوحِقوا وسقطوا ، والذين سقطوا في مقهى الاشقر في جبل محسن فصَّلوا عدالة على قياس معتقداتهم لكنهم سقطوا بأنفسهم من خلال العملية الإنتحارية ، والشاب الذي سقط في كفردبيان ، إيف نوفل ، ذهب ضحية ” زعرنة ” متهوِّرين من أصحاب السوابق ويعتقدون انفسهم بأنهم فوق القانون وفي ظل محميات سياسية لا تصل إليها يد الدولة .
الأخوان كواشي نالا عقابهما بعدما سقطا في مواجهة مع الشرطة الفرنسية ، طه الخيال وبلال المرعيان عاقبا نفسيهما بالعملية الانتحارية، أما شربل موسى خليل وشربل جورج خليل وجوليانو سعاده ، ومنهم المحرِّض ومنهم المنفِّذ ، فمَن يعاقبهم ؟
إذا كانت هناك من حماية سياسية وُضِعت لهم ، ويبدو انها غير موجودة أو لم تعد موجودة ، فأين الأجهزة المعنية تلاحق اولًا مَن يحمي المجرمين لتصل إلى توقيف المجرمين انفسهم ؟
إنه الإرهاب العابر للقارات ، أحيانًا يلبس لباسًا عقائديًا ، وأحيان أخرى لباسًا دينيًا ، وحينًا لباسًا غرائزيًا كما في كفرذبيان ، إنه القتل بدمٍ بارد على يد الرؤوس الحامية التي لم تجد بعد مَن يردعها فتظلُّ من اصحاب السوابق بدل من أن تصبح عبرة لغيرها .