أكثر من عشرين قائداً عسكرياً من دول التحالف يجتمعون الثلاثاء المقبل في واشنطن لبحث شؤون الحرب على الدولة الإسلامية، خصوصاً أنّ ضربات التحالف لم تمنع تنظيم البغدادي من التقدّم في محافظة الأنبار العراقية، ممّا يعيد العاصمة بغداد إلى دائرة التهديد، تماماً كما لم تردّ التنظيم نفسه عن أبواب كوباني على الحدود السورية التركية.
فشل الضربات الجوية حتّى الساعة، ترافق مع لفتة دبلوماسية أميركية تجاه لبنان، عبر رسالة بعث بها وزير الخارجية الأميركيّة جون كيري إلى الوزير جبران باسيل، أكّد فيها وقوف بلاده إلى جانب لبنان في حربه ضدّ داعش، على طول الحدود اللبنانية وفي الداخل، واستمرار الولايات المتحدة في تعاونها العسكري في هذا المجال.
وغداة إعلان نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، شكره للّه على توفيق الحزب بتدخّله في سوريا في الوقت المناسب، دعا وزير العدل أشرف ريفي، في الذكرى الرابعة والعشرين لاغتيال داني شمعون، دعا حزب الله إلى الانسحاب من سوريا الآن، والاعتذار من اللبنانيين والسوريين الأحرار.
وفيما يستمرّ السجال السياسي الداخلي على وقع الضربات الجوية، يستمرّ معه المسار الانحداريّ اقتصادياً واجتماعياً. حكومةٌ عاجزة عن حل مسألة النفايات، وعاصمةٌ تخسر روحها شيئاً فشيئاً. فالأشرفية التي تهدّدها الدولة بجسر فؤاد بطرس الذي سيقضي على الكثير من معالمها، تستمرّ في خسارة مبانيها التراثية واحداً بعد الآخر، تارةً عبر مخالفات للقوانين وطوراً عبر تدخّلات رسميّة سافرة. آخر الخسائر مبنيان يعودان إلى بدايات القرن الماضي.