في كانون الثاني من العام 2009، كانت هناك حرب إسرائيلية على غزّة. وكان اسمها: “الرصاص المصبوب”.
يومها، سلّم طفل لبناني يدعى علي غريب رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال زيارته إلى لبنان. علي الذي أفقدته شظايا قنبلة إسرائيلية عينه اليسرى، قال إنّه آتٍ ليشهد باسم أطفال حرب تموز، وليطالب الأمم المتحدة بإنقاذ أطفال غزة.
وممّا جاء في رسالة علي: “إنّ من أورثني هذه الإعاقة هو نفسه في غزّة يصنع إعاقات جديدة ويسرق ألام الاطفال”.
بان كي مون أنصت إلى علي، لكنّ الرسالة لم تصل. فبعد “الرصاص المصبوب”، جاء “عمود السحاب”، ثمّ “الجرف الصامد”، وكلّ ما بين تلك العمليّات من قهر وأسر وحصار.
في الذكرى الثامنة لحرب تموز، ربّما كان علي ينصت إلى ميسم من مكانٍ ما. ميسم الغزّاوية، ابنة العشر سنوات، التي تطالب العالم بفرصة وحيدة، فرصة البقاء قيدَ الحياة.