المأساة السوريّة وحدها لم تكن كافية للمقايضة.فمع التطوّرات العراقيّة، فُتح البازار على مصراعيه بين الولايات المتحدة وإيران. وبعد إبداء الطرفَيْن استعدادهما للتعاون، وجّهت طهران رسالة إلى الأميركيين على لسان رئيس مكتب روحاني، مفادها: أعطونا في المفاوضات النووية، وخذوا منّا في العراق.
وفي مؤشّر لمدى الاستعداد البريطاني للتدخّل،خاطب رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، البرلمان البريطاني قائلاً: إنّ الجهاديّين يعتزمون أيضاً مهاجمتنا هنا في بريطانيا. أمّا وزير الخارجية العراقية، هوشيبار زيباري، فأعلن من جدّة أنّ بغداد طلبت من واشنطن توجيه ضربات جوّية ضدّ المسلّحين، وفقاً للاتفاقية الأمنية بين البلدين.
ووسط العاصفة العراقية، تستمرّ في لبنان عاصفة سلسلة الرتب والرواتب. وقد تحوّلت اليوم المحاولة السابعة لعقد جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة، إلى اجتماعات جانبية لإيجاد حلّ لجلسة الغد المخصصة للسلسلة.
لكن، قبل كلّ ذلك، نتوقّف عند مأساتين : الأولى، العثور على جثة رضيع بين أكوام النفايات في زحلة. مشهدٌ بات متكرراً يذكّرنا بالقعر الذي تنحدر إليه مجتمعاتنا. أمّا الثانية،فمقتل عاملِ بناء في منطقة كرم الزيتون في الأشرفية، بسبب هدم منزل مجاور. فإلى متى ستبقى سلامة العمّال آخر اهتمامات المستثمرين؟