الجيش ينتشر في عرسال. الأهالي يرحّبون بعد انسحاب المسلّحين. لكنّ الصورة ليست ورديّة لهذه الدرجة. ففي الجرود، لا يزال هناك تسعة وثلاثون عسكرياً أسيراً اعتصم أهاليهم صباح اليوم للمطالبة بهم.
وداخل البلدة، فخيم محروقة وبيوت مدمّرة يقف أمامها أصحابها حائرين. وعلى الطريق الدولية بين الحدود اللبنانية السورية وعنجر، عائلات سوريّة تضمّ أكثر من سبعمئة طفل، أمضت ليلتين في العراء: الحدود من أمامها، وعرسال من ورائها، والعبور ممنوع.
وفيما أعطت عودة الرئيس سعد الحريري دفعاً للاتصالات السياسية للخروج من الأزمة السياسية، ازدادت الإشارات إلى احتمال إلغاء الانتخابات النيابية. فقد أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق من عين التينة تطبيقه القانون بشأن دعوة الهيئات الناخبة، مستدركاً أنّه لا يعتقد أنّ الوضع الأمني يسمح بإجراء الانتخابات في موعدها في تشرين الثاني المقبل.
أمّا في العراق، فالأنظار تتّجه إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان التي تحوّلت إلى ملجأ لأبناء الأقليات الفارّين من حكم “الدولة الإسلامية”. فالدولة إيّاها باتت على بعد أربعين كيلومتراً من أربيل.
هكذا بدأت الولايات المتحدة حرباً جديدة على العراق، لحماية قنصليّتها في أربيل، مطلقة العنان لغارات رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما إعطاءها جدولاً زمنياً محدّداً، غير أنّه رأى أنّه من المستحيل تسوية النزاع في العراق “خلال أسابيع”.
في غضون ذلك، لا تزال غزّة تدفع ثمن تمسّكها بحقّها بالحرية ورفع الحصار عنها. فقد شنّت إسرائيل قرابة أربعين غارة على القطاع، مجدّدة رفضها الشروط الفلسطينية لوقف إطلاق النار.