Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “LBCI” المسائية ليوم الخميس في 21/8/2014

أطفال الغوطة نِيامٌ. لا توقِظوهم. فالهواء السامّ الذي تنشّقوه لا يزال سامّاً. والعالم الذي تفرّج على أجسادهم الطريّة، تفرّج على عشرات آلاف السوريّين الذين سقطوا من بَعدِهم. العالم بات مدمناً على الفُرجة. من وراء شاشات الهواتف والحواسيب، يراقب مشاهد القتل البارد بالبراميل، والذبح البارد بالسكاكين، كمن يتلصّص على أجساد عارية في أفلام للراشدين فقط.

أطفال طرابلس نِيامٌ أيضاً. 
ومنهم من لا يزال على مقعده في ذاك “الفان” العائد به من المدرسة. هم أيضاً، مضى عامٌ على حريقهم في تفجير مسجدَيْ التقوى والسلام. والفتنة السامّة التي قتلتهم لا تزال سامّة. ونحن الذين تفرّجنا على أجسادهم الطريّة، نتفرّج على انفجارات متنقّلة، وخُطب سياسية عقيمة، كمن ينتظر أمَلاً صعب المنال.

لكن، رغم كلّ شيءتحاول بيروت أن تبقى هي نفسها. ففي هذه المدينة التي تكسّرت على موج المتوسّط، عادت ساحتها لتنبض من جديد. فهي، رغم كلّ مآسيها، لم تنسَ أطفال الغوطة. لم تنسَ أنفاسهم الأخيرة، ولم تنسَ الأسئلة المعلّقة في عيونهم. 

بيروت نفسُها ما زالت قادرة على العطاء. 
لم تفقد قدرتها على الإبداع وعلى السخرية لمواجهة قسوة الواقع. فها هي فرقة “الراحل الكبير” الموسيقية تبايع من بيروت الخليفة أبو بكر البغدادي، لكن على طريقتها. 

كأنّ بيروت تصرخ في هذين المشهدين: لا لداعش، لا لقتَلة الكيماوي.