لم يكتفِ النوّاب الممدِّدون لأنفسهم بسرقة السلطة، بل بادروا أيضاً إلى “تربيح الجميلة”، معلنين أنّ كلّ ما يقومون به ليس إلا لتفادي الفراغ الذي سيبتلع البلاد.
لكنّ نائب عكار، رياض رحال، لم يكتفِ بسلب المواطنين حقّهم بالاقتراع، بل عمد إلى شتمهم أيضاً، مستخدماً الألفاظ البذيئة في وصف الحراك المدني ضدّ التمديد.
رغم ذلك، ثمّة ما يستحقّ الاحتفال:
أولاً، مع نهاية ولاية المجلس النيابي الممدِّد لنفسه حتى العام 2017، سيكمل الرئيس نبيه برّي ربع قرن في منصبه كرئيس لمجلس النوّاب. وهو بات لا يواجه منافسة على المركز الأوّل في العالم إلا من رئيس مجلس النوّاب الكاميروني.
ثانياً، عادت روح النكتة إلى الربوع اللبنانية. فبمناسبة التمديد، دعا بري اللجنة المكلفة درس قانون الانتخاب إلى الاجتماع الاثنين المقبل، علماً أنّ المجلس جدّد لنفسه للمرّة الأولى بحجة عدم الاتفاق على قانون انتخاب، وجدّد لنفسه مرّة ثانية من دون إقرار قانون كهذا.
النكتة الثانية جاءت من وزارة الخارجية التي أعلنت أنّ الانتخابات ستجري في الكويت وأستراليا بالرغم من إقرار التمديد, لأنّ القانون لا يصبح ساري المفعول إلا بعد نشره في الجريدة الرسمية.
ووسط أجواء المرح هذه، عاد القوات والعونيون إلى لعبتهم المفضلة في نبش قبور الحرب الأهلية. فبعدما اتهم الوزير جبران باسيل القوات بخرق الإجماع المسيحي, تماماً كما فعلت حين وافقت على الطائف، استعاد الدكتور سمير جعجع مصطلح “المناطق الحرة” قائلاً إنّها بقيت حرّة 15 سنة إلى أن أتى عون.
يبقى أنّ الوزير السابق، زياد بارود، ذكّرنا في تغريدة على تويتر أنّ 97 نائباً اجتمعوا ليمددوا لأنفسهم، لكنّ المجلس نفسه لا يستطيع جمع 86 نائباً لانتخاب رئيس للجمهورية.