هل انتقلت الحرب مع المسلحين التكفيريين من جرود عرسال إلى جرود بريتال؟ وهل بدأ هؤلاء مرحلة التعرض ل”حزب الله” في معاقله اللبنانية؟ الوقائع العسكرية اليوم فرضت مثل هذين السؤالين. مع ذلك فإن الأمر لا يتعلق بما حصل وهو أصبح معروفا، بل بما يمكن أن يحصل في الأيام القليلة المقبلة.
عسكريا، نحن أمام فرضيتين: فإما ان هجوم المسلحين لم يكن باتجاه الأراضي اللبنانية بل على مواقع داخل جبال القلمون، وهم ساروا مع السلسلة الشرقية من الشمال إلى الجنوب، وإما ان المسلحين قرروا توسيع جبهتهم اللبنانية وما عادوا يريدون الاكتفاء بجبهة عرسال لوحدها. وإذا صحت الفرضية الثانية، فهي تعني ان لبنان سيعيش مرحلة دقيقة وخطرة لا يمكن حصر أبعادها وتداعياتها عسكريا وأمنيا.
احتدام المعارك على جبهة بريتال، قابله هدوء حذر على جبهة المخطوفين العسكريين. لكن معلومات ال “أم تي في” تفيد ان هذا الهدوء لن يستمر طويلا بعد عطلة عيد الأضحى. فالخاطفون في انتظار جواب نهائي من الحكومة في ما يتعلق بمطالبهم، ليحددوا في ضوئه تحركهم المقبل. وفي المعلومات أيضا ان الوسيط القطري ليس راضيا حتى الآن عن مسار المفاوضات، وهو يعتبر ان على الحكومة ان تكون أسرع في تحديد مواقفها من مطالب الخاطفين.
اقليميا: تنظيم “الدولة الاسلامية” يواصل حصار عين العرب، كما يواصل إحكام سيطرته على الهضبات الاستراتيجية المطلة على المدينة، في وقت بدت الهجمات الجوية للتحالف وكأنها لم تؤد حتى الآن إلى تغيير الواقع الميداني.