انه الانكشاف الامني بعد الانكشافين الاقتصادي والسياسي ، فاليوم استيقظ اللبنانيون على مجموعة اجراءات امنية حولت اجزاء كبيرة من العاصمة الى منطقة أمنية او حتى الى ما يشبه الثكنة العسكرية . مؤتمرات اجلت ، زيارات رسمية وديبلوماسية وأنشطة الغيت ن فنادق دوهمت، طرقات قطعت وارهابيون اوقفوا.
لكن كل ذلك لم يحل دون وقوع الاسوأ . تفجير انتحاري ارهابي على حاجز قوى الأمن الداخلي في ضهر البيدر اشتبه باستهدافه موكب المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم الذي نجا لكن التفجير أدى الى استشهاد أحد عناصر قوى الأمن وجرح أربعة وثلاثين . هكذا يمكن القول ان لبنان نجا من قطوع أمني خطر ولاسيما أن المعلومات الأمنية اشارت الى القبض على مجموعة ارهابية في الحمرا من بينها أحد المسؤولين في داعش كانت تخطط لسلسلة تفجيرات هدفها استباحة لبنان مجددا وتحويله امتدادا للفوضى السورية العراقية . اسئلة كثيرة يطرحها اليوم الأمني الدامي والحامي معا ابرزها ماذا بعد ؟ وهل ما حصل في الساعات الاثنتي عشرة الأخيرة سيتكرر ؟ والى اي حد لا تزال القوى الأمنية قادرة على ابعاد النار الداعشية عن لبنان في ظل الانكشاف السياسي الناتج من شغور موقع الرئاسة الأولى وشلل مجلس النواب وتعطيل عمل الحكومة ؟ وفي هذا السياق يكتسب اللقاء الذي ينعقد مساء اليوم بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط في باريس أهمية لافتة وخصوصا أنه قد يؤسس لمرحلة جديدة في معركة رئاسة الجمهورية . واللقاء اللبناني في باريس يتزامن مع قمة اقليمية مرتقبة في القاهرة تجمع العاهل السعودي والرئيس المصري الجديد وهي قمة تثبت بدء عودة مصر الى لعب دورها الاقليمي ما يغير في المعادلات ويرسم توازنات جديدة على صعيد المنطقة.