كلمة الرئيس سعد الحريري أمس جاءت تؤكد على المواقف المبدئية لتيار المستقبل ولحركة 14 آذار. وقوة بنودها الستة تنبع من أنها تغرف من روحية الدستور ومن جوهر الميثاق، إضافة إلى انها تشكّل دعوة لا تستثني أحداً لإعادة بناء ما دّمر من الدولة، ولم تدع الى هدم الدولة ولم تدع الى هدم عبثي للهيكل الوطني من دون وجود مشروع منطقي بديل.
تكتسب خارطة الحريري مشروعيتها من الرسائل الدموية الآتية من الحدود الشرقية مع سوريا ومن الخطر الذي يتهدد الحدود الجنوبية، ومن خطر الفوضى العامة في الداخل على كينونة الدولة الواقفة على حافة الانهيار.
وقوة خارطة الحريري أنها كشفت أن التمسك بالخيارات الأخرى من قبل الفريق المقابل ليست سوى عناد عبثي وترجمة غير مفهومة للالتزامات تعود بالضرر العميم على الجميع. وهذا ما يحذّر منه البطريرك الراعي في موقعه الديني والوطني.
في هذه الأثناء تزدهر السيناريوهات الأمنية التي حوّلت منطقة القلمون والحدود السورية المتداخلة مع لبنان في البقاع الشرقي الى ساحة حرب ضارية يريد من يخوضها التعويض بدماء شبابه عن الانتكاسات التي يتعرّض لها النظامان في سوريا والعراق، من دون أن يعني ذلك أن الخطر الآتي على لبنان من هذا الصوب ليس حقيقاً، ولكن أيضاً من دون أن يعرف من يخوض هذه الحرب ضد الإرهاب والتكفير ان انغماسه فيها سيستدعي المزيد من ردّات الفعل، ما سيعرّض لبنان للنيران المشتعلة في المنطقة من العراق وسوريا وصولاً الى غزة.
وسط هذه الاجواء يسعى الرئيس سلام إلى تشغيل محركات الحكومة في الحدود الدنيا، وهو دعا الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، فيما عقدة وزير المال لم تُحل بعد.