تستحق غزة ان يتضامن مجلسنا النيابي معها، فمآسيها تحت نيران اسرائيل المتفلتة من كل قيد اخلاقي تجاوزت كل الحدود. وتستحق الموصل ومسيحيوها المهجرون ضحايا أوقح عملية ترانسفير في العصر الحديث ان يتضامن مجلسنا النيابي معها .
ولكن وبما ان الحقائق التي تولدت من جريمتي غزة و الموصل تقول بأن الوقاية خير من التضامن بعد فوات الأوان، فإن على مجلسنا الكريم ان يتضامن مع لبنان قبل ان يطبق عليه الداعشيون الجدد الذين يفسرون الدستور كما يفسر انجيل يهوة حياة وموت المسيح .
ولابد والزمن زمن المآسي والتضامن مع ضحايا القهر في غزو والموصل، لابد ان يتنبه المسيحيون اللبنانيون الى واقعهم فيتضامنون حول قضاياهم، بل حول قضيتهم الأولى والمتمثلة في ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، لأنهم بذلك يحمون دورهم الفريد ويحمون كل المكونات الوطنية .
في الإنتظار الحكومة اللبنانية فككت لغم الجامعة اللبنانية وبقي أمامها تفكيك لغم سلسلة الرتب والرواتب كي تكون جاهزة لمواجهة التحديات الأمنية المتعاظمة على الحدود الشرقية ولمواجهة الهرطقة الدستورية الأكبر، والمتمثلة في تمديد مجلس النواب ولايته الممدة، ولمواجهة الهرطقة الأخلاقية غير المسبوقة التي يظهر المجلس من خلالها أن الجمهورية قابلة للحياة من دون رئيس لكنها تضمحل من دون مجلس للنواب .