الدعوات الى التوظيف في الأمن والتي ارتفعت خلال معركة عرسال لم تكن كافية للتهدئة من دون الاعتراف بأهمية التوظيف في الاعتدال.
وبما ان الاعتراف فضيلة غير متوفرة للأسباب الداخلية والاقليمية المعروفة والتي كانت وراء الانقلاب على الحكومة الحريرية عام 2011، والتي تسببت بمقتلة عرسال أمس وما بينهما من مآسي فقد قرر الرئيس الحريري العودة من المنفى . وما عودته الى لبنان في هذا الظرف المأساوي الا خير دليل على احساسه العالي بأنه يشكل جرعة الأوكسجين الأخيرة لانقاذ البيت اللبناني من نار التطرف.
من هنا الدعوات الهادئة الى عدم تحميل هذه العودة أكثر مما تتحمل ان على صعيد ملء الشغور الرئاسي او على صعيد الانتخابات النيابية اذ يكفي الآن نجاح الرئيس الحريري في تقديم المساعدة النوعية والضرورية للجيش وتثبيت دعائم الأعتدال في البيت السني .
هذان الانجازان لا يمنعان مطلقا الرئيس الحريري وفريق 14 آذار من انضاج افكار جديدة تسهم في تأمين انتخاب رئيس للجمهورية علما بأن لا مؤشرات على ان فريق 8 آذار سيسهل المهمة.
في هذا السياق اعلن وزير الداخلية من عين التينة صعوبة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفي هذه الظروف ما يشكل خطوة اضافية في اتجاه التمديد لمجلس النواب.
تزامنا صار شبه محسوم ان طلاب الشهادات الثانوية سيحصلون على افادات نجاح بفعل اصرار الاساتذة على عدم تصحيح الامتحانات.
اقليميا التدخل الاميركي بالنار ضد داعش في العراق يبدو حماية لأربيل حيث تتركز المصالح الغربية العسكرية والتجارية اكثر منه حماية للأقليات.
اقليميا ايضا تجدد القصف الاسرائيلي على غزة ورد المقاومة بالصواريخ على المستوطنات يؤكد فشل كل الوساطات من اجل قيام حوار جدي بين الطرفين والسبب تعنت اسرائيل .