ذكرى في بكفيا وذكرى في طرابلس. في بكفيا الذكرى الثانية والثلاثون لوصول الشيخ بشير الجميل الى سدة الرئاسة . وفي طرابلس الذكرى الأولى لتفجير مسجدي التقوى والسلام.
للوهلة الأولى يبدو كأن لا رابط بين الحدثين ان في المكان او في الزمان او حتى في الظروف والملابسات، لكن التمعن في الحدثين يبين انهما يلتقيان في العمق والجوهر.
فالذين فجروا المسجدين هم الذين منعوا بشير الجميل من ان يحول حلم الجمهورية حقيقة . والذين ارادوا زرع الخوف في طرابلس هم الذين حرموا اللبنانيين جمهورية لا تعرف الخوف حلم بها بشير الجميل وكاد يحققها لولا غدر الغادرين واجرام المجرمين .
وحتى اليوم لا يزال استهداف الجمهورية مستمرا وآخر تجلياته ما حصل في عرسال وما يحصل في ملف رئاسة الجمهورية .
ففي عرسال ثمة من حاول بالامس التشكيك بالجيش فجاءه الجواب اليوم من قائده. علما ان المشككين بالجيش لا يستهدفون المؤسسة العسكرية فحسب، بل يريدون ضرب كل المؤسسات الشرعية وهم انفسهم الذين يساهمون او يعملون على شل مجلس الوزراء وتعطيل مجلس النواب وتفريغ رئاسة الجمهورية. وهم انفسهم الذين يمنعون العدالة من ان تتحقق بدءا من اغتيال بشير الجميل وصولا الى تفجير المسجدين وما بعده.
لذا وبعد 91 يوما على الشغور الرئاسي المطلوب واحد : انتخاب رئيس لأنه من هنا تبدأ مرحلة العودة الى الجمهورية القوية جمهورية الحق والعدالة .