اذا كان الجيش افشل المحاولة الداعشية لمحو الحدود بين لبنان وسوريا من بوابة عرسال فهذا لا يعني ان محاولات محو الحدود لن تأخذ مسارات واشكال تعبير اخرى كاطلاق الصواريخ المجهولة المعلومة اليوم من الجنوب على اسرائيل، لكن الشكل الاكثر استفزازا للجيش والسيادة يبقى في محاولات تحويل انتصار عرسال الى امر صوري تافه لعب الحظ فيه دورا في ضبط الوضع في هذه البلدة لا تضحيات جنود الجيش وضباطه.
في هذا الاطار يندرج الكلام عن دخول كثيف للمسلحين الى عرسال امس وكلام حزب الله عن آلاف المسلحين الذين يتحضرون لعمل عسكري يستهدف البقاع انطلاقا من منطقة القلمون السورية ومن المناطق اللبنانية المقابلة، كل هذه السيناريوهات تسعى الى ان تستمد صدقية من الجرح النازف للجنود المحتجزين لدى داعش والنصرة ومن استسهال التطاول على الدولة مقطوعة الرأس يتيمة الرئيس.
وللاسف فان ملف الجنود قد بدأ يسلك الدرب التي سلكتها قضية مخطوفي الاعزاز ان لجهة سيل الافلام التي تتناولهم والتي بدأت ترمى في التداول او لجهة التسويق لحتمية ان تدخل على خطوط الوساطة لاطلاقهم دول اقليمية معروفة برعايتها ومونتها على الحركات المتطرفة وفي مقدمها دولة قطر.
الجو الاقليمي العام ليس افضل حالا وسط الضياع الدولي والغياب العربي عن لعب دور عسكري ديبلوماسي يوقف المجازر وبفعل اكتفاء الولايات المتحدة بحماية مصالحها في اربيل وجنوحها الى اعادة الاعتبار لبشار الاسد وحمايتها الفظائع التي ترتكبها اسرائيل في غزة.
في هذا السياق، اعلنت ايران عن اسقاطها طائرة تجسس اسرائيلية في وقت يجري وزير خارجيتها محادثات مع الادارة العراقية الجديدة التي ساعدت واشنطن في ارسائها.
اما في المقلب الاخر، فكان نتانياهو يعلن ان الحرب على غزة مفتوحة بالتزامن مع سقوط صواريخ على اسرائيل من الجولان السوري ومن جنوب لبنان .