البحث عن وسيلة فعالة لاطلاق العسكريين المخطوفين قاد الرئيس سلام الى دولة قطر. قد يقال ان الخطوة جاءت متأخرة لكن الشروط الموضوعية لم تكن متوفرة حتى الأمس لدى الجانب القطري للاطلاع بوساطة مع الجهات الخاطفة وفي مقدمها عدم الـتأكيد وبالملموس أن قطر ترعى عمليا وتمول الارهاب التكفيري. لكن إذعان الدوحة اللضغوط العربية وتخليها عن رعاية القيادات الاخوانية المصرية اللاجئة لديها اسقط كل التحفظات وكل الأقنعة.
اذا بدءا من اليوم يمكن القول ان زيارة الرئيس تمام سلام لقطر وضعت قضية العسكريين المخطوفين على سكة الحل والمكسب الأولي والآني من الوساطة أن تصفية المخطوفين ستتوقف ومن الآن وصاعدا سيكون الوقت عدوهم وعدو أهلهم ورفاقهم .
تزامنا يتحرك العالم ولبنان على وقع احداث دراماتيكية مترابطة أهمها الحراك الأميركي المكثف لاستيلاد تحالف دولي عريض لمحاربة الارهاب التكفيري.
في هذا الأطار محصلة مساعي الوزير كيري تصطدم حتى الآن بمعوقين: غياب الحماس لدى الدول الاقليمية المؤثرة كمصر وتركيا وضعف قدرات الدول الراغبة في القتال وسط بداية نشوء محور ممانع ومعرقل تقوده ايران وسوريا ويحظى بغطاء روسي ولا يعرف الخبراء كيف ستردم دول التحالف هذه الهوة في مؤتمر باريس غدا.
لبنان وسط هذه التجاذبات معرض لعواصف جانبية قد تكون خطيرة ان لم يحسن حسم خياراته .