إقفال الطرق كليا أم جزئيا يتواصل من ضهر البيدر الى ترشيش وصولا الى القلمون، على خلفية استمرار خطف العسكريين. وتداعيات معارك الأمس في جرود بريتال تتواصل هي الأخرى، وخصوصا انها تشكل تطورا نوعيا بالنسبة إلى الحدود اللبنانية- السورية على الجبهة الشرقية واستهدافها المباشر عدة مواقع من “حزب الله”.
لكن، ورغم خطورة الملفين المشتعلين، فإن السلطة السياسية شبه غائبة عن الساحة. فلم يظهر أي مسؤول لا في ضهر البيدر ولا في ترشيش ولا في القلمون، كما أن أي اجتماع أو جلسة لم تنعقد في ضوء التطورات العسكرية الخطرة التي حصلت أمس في جرود بريتال. إنها دولة معلقة، وجمهورية في اجازة، وسلطة لا تعرف حقيقة وفعلا كيف تكون سلطة. وهل من أمل بعد كل هذا في أن نصل إلى حل للمشاكل المتراكمة والملفات الملتهبة المطروحة؟
في ظل هذا التراخي السلطوي، لم يكن مستغربا ما أوردته “وكالة الأنباء المركزية” عن تأجيل مجلس الوزراء جلسة كانت ستنعقد غدا لبحث النزوح السوري وتداعياته السلبية على لبنان. كأن الحكومات لم تتعلم بعد أن تأجيل بحث القضايا الطارئة ليس الحل، وأن سياسة النأي بالنفس لا تعني النأي بالذات والمؤسسات عن معالجة القضايا الداهمة والاستحقاقات المصيرية.
فماذا تنتظر الحكومة لتخصيص جلسة لبحث قضية النازحين؟ وهل رقم مليون وستمئة ألف نازح سوري لا يعني لهذه الحكومة شيئا؟ أم ان عمل مليون سوري في لبنان لا يكفي لعقد جلسة مخصصة للموضوع؟
هذا في بيروت. أما في باريس فحركة اتصالات، بدأت بلقاء الرئيس أمين الجميل الرئيس سعد الحريري، وباتصال هاتفي بين الحريري والدكتور سمير جعجع، وتتوج غدا بلقاء الحريري الرئيس فرنسوا هولاند.