ابتزاز الارهابيين الخاطفين تحكم باهالي المخطوفين فصار وسط بيروت ميدانا للتباري، عصابة النصرة هددت بقتل عسكري مخطوف وامهلت الحكومة اللبنانية ثماني ساعات لاطلاق سراح الارهابية الموقوفة جمانة حميد قبل ان ينفذ المسلحون التهديد باعدام علي البزال كما ادعت عصابة النصرة.
لا خيار امام الاهالي المرتهنين لعواطفهم الا التصعيد واقفال الطرق كما فعلوا في الصيفي، ولا خيار امام الدولة اللبنانية الا رفض تهديدات الارهابيين وفتح الطرق امام المواطنين.
صباحا تحركت القوى الامنية وفتحت طريق الصيفي بالقوة متسلحة بقرار سياسي بعد مصادمات واشكالات مع المحتجين وبعض الصحفيين. تصدر وزير الداخلية نهاد المشنوق في تنفيذ القرار السياسي وقال لا استسلام لمزاج الخاطفين ولا وضع البلد في خدمتهم.
كر وفر في الصيفي وضغوط هائلة على الاهالي، والمشهد معقد تزيده تأزيما الاستجابة لمآرب الارهابيين.
في السياسة، ترقب للحوار على خط حزب الله – المستقبل، رسم له الرئيس نبيه بري اطارا زمنيا للبدء قبل نهاية العام، وحدودا جوهرية باستبعاد طرح سلاح المقاومة والملف السوري على طاولة الحوار. فاذا رغب الفريقان التحاور في عين التينة او مجلس النواب سيكون الرئيس بري مستعدا بعدما حضر الاجواء للوصول الى تفاهم على الدخول بحوار يبعد التأزيم المذهبي ويسلم بانتخاب رئيس للجمهورية كما قال الرئيس سعد الحريري.
البارز في كلام الحريري تنازل عن تبني ترشيح الدكتور سمير جعجع واستبعاد التوافق حول العماد ميشال عون والدعوة بالمقابل الى البحث عن مرشح توافقي ثالث تحت عنوان احترام الدستور.
حزب الله لم يعلق بعد لكنه سيرّحب قولا وفعلا بحوار مطلوب يؤدي الى تخفيف التوتر واراحة الوضع الداخلي. الفرصة تتهيأ اكثر فأكثر لمرحلة سياسية افضل واكبها قرار المجلس الدستوري الذي رد الطعن بالتمديد للمجلس النيابي للحيلولة دون التمادي في حدوث الفراغ في المؤسسات، قرار يستند الى الاسباب المنطقية والدستورية للتمديد وطعن جاء قبل ايام قليلة من حلول الفراغ.
العماد عون لم يقتنع بمبررات المجلس الدستوري وصنف القرار في خانة الخطأ.
بعيدا عن الامن والسياسة، الموت غيب اليوم الشاعر المارد سعيد عقل الذي غادر قرنا من الشعر والجدل، التاريخ سيحكي عن سعيد عقل الذي روى حكاياته عن لبنان، وحين صار الخيار بين الجغرافيا والشعب اُحرج فاحتار الشعب العظيم. سعيد عقل وداعا يا كاهنا في معبد الشعر.