Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة “الجديد” المسائية ليوم الجمعة 24-4-2015

 

 

عن مملكة اسرار عن إمارة امتدت من المدينة إلى عنجر عن ثروة بلغت أربعمئة مليون دولار وعن عمر دخل في الفصل السابع أميت رستم غزالة بعد وضعه في الوفاة الجبرية أسابيع. دولة رستم في لبنان انتهت قبل عشر سنوات ودويلته في سوريا لم تعمر عشر وفي لحظة تدافع نظم لكي يكون عفويا مع زميله في الأمن السياسي رفيق شحادة، أنزلت سوريا الستار على أبو عبدو الذي حقن بمادة سامة لن يستطيع الأطباء اكتشافها، وهم سينظمون لاحقا محضرا بسبب الوفاة بحيث سيظهر أن الله اختاره واصطفاه. لكن الله نزيه حكيم لا يرتكب الآثام. في تشرين الأول عام ألفين وخمسة قررت سوريا أن “ينتحر” اللواء غازي كنعان بثلاث رصاصات في الرأس بعدما أدلى بإفادته للجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. مات أبو يعرب ودفن معه صندوق لبنان الأسود. سبع سنوات ويقضى على خلية الأزمة في قلب دمشق فيسقط آصف شوكت وعدد من القادة الأمنيين الكبار في تفجير يضرب تحصينات العاصمة التي يمسك بها النظام. اللواء آصف، رستم، كنعان، حلقة موت تختلف وسائلها تبعا للتطور في عمليات الانتحار لكنها حلقة لن يندبها إلا المحكمة الدولية التي ستجد أن ملفها قد أفرغ من شهوده من كنعان إلى شوكت فغزالي واللواء وسام الحسن وجامع جامع، لتجد المحكمة أنها أمام محاكمة غيابية وشهود غائبين بفعل الوفاة وربما كان أبو عبدو هو الشاهد الأخير المتبقي على قيد المعلومات، وكانت المحكمة تعتزم طلب شهادته تحت قوة الفصل السابع فلا بد إذن من موت سوري يطلق عليه اسم الموت السريري. فسيرة أبو عبدو الذاتية تقول إنه كان سيحكم في لبنان سيولى أميرا على زعمائه مع تعويضات شهرية سينهب مدنا ويسرق مدينة سيجلس على عرش الأسرار وسيقضي نحبه مع أسراره من دون أن يدلي بأي منها للمحكمة الدولية، سيموت عن ثروة بلغت أربعمئة مليون دولار جمعها من محصول الشعب اللبناني وبعضها مال حلال كان يستحصل عليه من الرئيس رفيق الحريري درءا للمخاطر كما يقول الرئيس فؤاد السنيورة. وبينها دفعتان قبل الاغتيال بحسب أمين صندوق الحريري عبد اللطيف الشماع. ومن أمير للفساد التحق بركب قافلة الشهود إلى أمراء إرهاب صنعتهم السعودية صدرتهم فارتدوا إلى صدرها وعادوا إليها بسيارات مفخخة بينها سبع أحبطتها الأجهزة الأمنية أخيرا المملكة اتهمت تنظيم داعش في سوريا بإدخال السيارات المفخخة لكن هذا التنظيم لم ينشأ من الفطريات ولا هو يتكاثر بحسب المواسم ولم يكن لينمو ويتداعش لولا رعاية منظمة وعالية الدقة من دول خليجية سلحت ودربت ومولت وأرسلت إلى سوريا فانقلب سحرها عليها. أروربا قبل الخليج سمنت دواعشها ودللت إرهابهم إلى أن أصبحوا اليوم يشكلون أكبر خطر عليها في تاريخها وتكاد الدول الاوروبية لا تحصي علميات تفكيك الخلايا اليوم وتحيا على هاجس التفجير. ولأن الإرهاب بصانعي الإرهاب يذكر فلتركيا اليوم صفعة من العالم الذي أحيا ذكرى الإبادة الأرمنية على يد الدولة العثمانية التي افتتحت قبل مئة عام أول تاريخ دموي قتل مليونا ونصف مليون لكن بعد قرن من الزمن فإن من أبيدوا أنبتوا شعبا حضاريا يعرف كيف لا ينسى ولو بعد ألف عام.