قبل ذوبان الأبيض ضرب الأسود في عقر تلاله.. ونفذ الجيش عملية استباقية دارت رحاها بين جنود على خط النار ومسلحين إرهابيين غالبا ما يخيفون القرى ويتأهبون لاقتحامها. عملية كانت خريطتها العسكرية تضرب مواعيد الربيع ومواسم حصاد الإرهاب من بكرة تنظيماته لكن الجيش قرر الاستطلاع بالنيران وتنفيذ هجوم مباغت شاركت فيه الطائرات واستولى في خلاله على بعض التحصينات والتلال الرئيسة ودمر عددا من المواقع وقتل ما لا يقل عن ثلاثة عشر مسلحا معركة بما توافر من السلاح ومن حواضر البيت وما نيل السلاح بالتمني.. ولكن تؤخذ المعركة غلابا.. فالمؤسسة العسكرية لم تنتظر وعد نيسان الفرنسي بالعتاد.. ولا مليار الحريري غير المسيل عسكريا بعد.. ولم تخض معركتها اليوم بآمال وصول الذخائر بل فرضت على عدوها الأسود حربا حولتْه فيها الى الدفاع بدلا من الهجوم.
المليارات الثلاثة سعودية المنبع فرنسية التصنيع متوافرة فقط في التصريحات لتاريخه.. ومليار سعد طار معه الى الرياض في عود على بدء فقد غادر زعيم تيار المستقبل عائدا الى بلاده بعد زيارة أنتهت بانتهاء التأشيرة الممنوحة لسعد الحريري بسعة سبعة عشر يوما فقط ولم يقدم ضيفنا على تجديد الإقامة لعدم توافر الدوافع لذلك وطوال مدة الإقامة القسرية في بيروت لم يأت الحريري على سيرة المليار وخطوط سيره تاركا في البلاد أسئلة عن مصيرها تترافق ومعارك تحتاج إلى أجوبة مسلحة فالخطر يرتفع من أعلى التلال.. وحرب اليوم قد تتحول الى مطاردة لا تنتهي ما لم نتزود عتادا وسلاحا يمكنان الجيش من حماية القرى، والخطر المشكو منه أصبح على مستوى الحرب الاقليمية التي قسمت ليبيا وهددت مصر ومزقت سوريا وفتت العراق.. وهي ضربت اليوم أعرق حضارة في التاريخ مع إقدام نخبة الجهلة في داعش على تحطيم متحف نينوى في الموصل. الآمرون بالمنكر والناهون عن التطور.. امتدت إياديهم السود اليوم إلى ذاكرتنا بعدما أتموا عدة الموت من الذبح والحرق والإغراق. نينوى..الحضارة.. تموت.. لتحيا دولة إسلامية من أصنام.