Site icon IMLebanon

مقدّمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 10/4/2015

 

إنزال أمني متوج برأسين من قادة الخطر: أسامة لم يعد منصورا، وحبلص نزع العمامة، لكن شادي ما برح يركض في الوادي.

ضربة المعلومات التي قتلت وأوقفت أخطر الإرهابيين، جرى تنسيقها من هنا إلى واشنطن واستخباراتها المتعقبة تحركات ناشطي الإرهاب وداتا تنقلهم من مخيم إلى جرد. وربما أفضت زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق ولقاءاته شياطين الCIA، إلى طريقة تعاون تشبه الإمساك بأول طرف الخيط لدى اعتقال عميد الإرهابيين ماجد الماجد.

خرجت المعلومات من طرابلس بحصاد مثمر، ترافق وأنباء إيجابية من صوب أزمة العسكريين المخطوفين، إذ يتابع اللواء عباس إبراهيم ترتيبات تحرير مخطوفي “النصرة” مع الجانب التركي، ولي الدم لفرع الخاطفين.

ابراهيم ما زال في تركيا. والموقوف خالد حبلص سوف يتم تسليمه غدا للجيش للتحقيق معه لقتله عسكريين. وفي المعلومات أن الثمن الذي سيدفعه لبنان لن يمس القضايا ذات البعد الوطني، حيث تقضي الصفقة بالافراج عن سجناء ليس عليهم أحكام جرمية ولا يحتاجون الى مراسيم عفو.

والعفو عند المحكمة التي أصحبت اليوم أمام شهادة تطرح أرضا كل ما سبق من شهود، وفي طليعتهم الرئيس فؤاد السنيورة. مصطفى ناصر المستشار الدائم للرئيس رفيق الحريري حتى مرحلة الاغتيال، كان في يومه الثاني مدرسا فن التهذيب والحنكة ومتعاقدا مع الأجوبة النافية للقتل، فهو أجرى ترتيبا جوابيا بتواطىء مع الكلمة، وأخرج برده الرئيس فؤاد السنيورة أمام القضاة الدوليين الكبار من سمعة الكذب، فاستدار حول العبارة من دون النطق بها لكن بتأكيد مضمونها، وأعلن بصفته شاهدا حاضرا ولصيقا ومستمعا لجميع الحوارات مع “حزب الله”، أن الحريري لم يبلغه نية الحزب اغتياله.

استخدم مصطفى ناصر أسلوب الصحافي وخبرة المستشار وحذاقة الجالس بين كبيرين، وأطرق على مخزون الذاكرة الوفير، استحضرها فلم يجد في زواياها عبارات تهديد من حزب ولا من دولة. لم يحظ المستشار بدمعة من الشهيد على الكتف، لكنه كان الأقرب إلى العقل. وعلى طريقته، وأمام محكمة متعطشة الى إثبات توتر بين الطرفين، أدلى مصطفى ناصر بما هو مدون في البال، فالحريري لم يخبره بخطر متأت من “حزب الله” ولا من بشار الأسد “ولو حدث لكان أخبرني”. بما يعني أن الرواية لم تقع، وأن السنيورة كان طوال أيام الشهادة يدلي بإفادة “من صديق”.

وأعطى ناصر كل ما من شأنه أن يعزز متانة العلاقة بين طرفي الحزب والحريري الذي أهدى للمقاومة شارعا باسم شهيدها هادي حسن نصرالله في بيروت. وتمنى لو كان في موقع يقدم فيه ابنه للشهادة لكنه سيقدم نصف ثروته. وساهم مع جاك شيراك في رفع اسم “حزب الله” عن لائحة الإرهاب، وكان وجوده في لبنان وتعاونه مع المقاومة يشكلان خطرا على إسرائيل. والحريري كان يدرك أيضا أن من حكومته ينبت عشب الفساد، وهو الذي قال يوما إن حكومتي ثلثها لصوص وثلثها الآخر تيوس، أما الجزء الأخير الذي تحفظ عنه ناصر ويرويه محمد حسنين هيكل أن ثلثها فلوس.

ولناصر بقية تأتي. قبل أن يعترض المحكمة شاهد له وقع المفاجأة في موقعه. بحيث ان الصحافي علي حمادة كان على خط التشاور والتنسيق مع الشقيقة سوريا.. وطوبى للتائبين.