بجسدي شهيدين، كسر تنظيم “داعش” صمت الخطف وقطيعة التفاوض. العريف في الجيش علي قاسم العلي والمدني ممدوح يونس، أنهيا قهر الموت البعيد، وعادا ليدفنا في ترابهما ليفتح ذووهما أبواب الحزن من جديد.
ويشرع مع الحزن، باب الوساطة الذي كان محكما. اللاعبون على خط التفاوض تقدمهم وزير الصحة وائل ابو فاعور ووسيط لبناني من عرسال باشراف اللواء عباس ابراهيم. لكن هل سيعني ذلك ان التفاوض الجدي قد بدأ فعلا؟
لتاريخه، فإن لا حسن نوايا لدى التنظيمين الارهابيين “داعش” و”النصرة”، اللذين لم يتعاملا مع لبنان إلا بلغة الجثث ومفصولة الرأس عن الجسد. وأن تبادر “داعش” إلى تحريك ملف التفاوض اليوم، فثمة روابط قد تتصل بمعركة القلمون حيث سترتب وقائعها تموضعا جديدا، مع التخلص من ورقة العسكريين أو إستعمالها للضغط.
ومن انقرة، دخل وزير العدل اللواء أشرف ريفي وسيطا في هذا الملف لدى رئيس “الائتلاف السوري” المعارض خالد خوجة. وإستنادا إلى أمثال الرئيس نبيه بري فإن “المستوي إجا عند المهتري”، فلا وزير العدل قادر على تقديم تطمينات بملفات الارهاب قضائيا، ولا رئيس “الائتلاف السوري” المعارض له نفوذ على شبر أرض من سوريا، لكي يضغط على التنظيمات المسلحة. لكن ما الذي دفع ريفي للإستيقاظ متأخرا عشرة أشهر على طرق باب المعارضة السورية؟ وهل معركة القلمون مجددا هي الدافع وراء هذا التحرك المفاجىء؟
وعلى ما يبدو، فإن حرب الجبال والتضاريس السورية اللبنانية، لن تكون بلمحة قصير أو تمكن يبرود، إذ ان إسرائيل تدخل هذه المرة عاملا فاعلا على ضرب مقدرات الحزب العسكرية وتنتشل “النصرة” و”داعش” بغارات تضيق على “حزب الله” وتحركاته العسكرية. فكما تمدهم تل أبيب بالاسعافات الطبية في مستشفياتها، فإنها تمد لهم يد العون من فوق وتمنع عنهم معركة، لا بد آتية.
والعون، من “حزب الله” سياسيا، حيث طوق الحزب غضب الجنرال بلقاء مع الأمين العام السيد حسن نصرالله. وتنوعت أطباقه من درء خطر الارهاب إلى الرئاسة الأولى.
وأبعد من طبق سياسي.. ماذا عن الأطباق اللاقطة؟