Site icon IMLebanon

مقدّمة نشرة أخبار “المستقبل” المسائية ليوم السبت في 11/4/2015

لمن أزعجهم اعتذارُنا، ولمن أفرحهم، عذرا مجدّداً، عذراً من المملكة العربية السعودية التي أغرقت لبنان بحبّها وأغرقها بعض اللبنانيين بحقدهم، عذراً أطفال اليمن والعراق طبعاً، الذين جعلكم الخامنئي وقوداً لمحادثاته النووية في لوزان، وجعلكم الحرسُ الثوري، ورقة في المفاوضات مع الغرب،

عذراً أطفالَ لبنان لأنّ حزب الله يحوّلكم إلى مقاتلين منذ خطواتكم الأولى، ويدرّبكم على القتل والموت بدلاً من إنشاء أجيال منتجة للحياة.

أطفال فلسطين بالطبع، ودائما، لأنّ الوليّ الفقيه قسّمكم وجعلكم فصائل متقاتلة بالتكافل مع نظام الأسد الذي طاردكم في بيروت بالتضامن مع الإسرائيليين، وقتل من تبقّى منهم في طرابلس، وظلّ يلاحقهم النظامان الإيراني والسوري إلى يومنا هذا،

عذرا أطفال اليرموك الذين جوّعهم بشار الأسد، ومن لم يمت بالجوع مات بقصف طائرات الأسد، وحزبُ الله ووليّه الفقيه لا يسمع بجوعكم وموتكم.

عذراً أطفال سوريا، عذراً حمزة الخطيب الذي قتلته كتائب الأسد، وسبقت رجالَ حزب الله، ولم يسمع به إعلام حزب الله،

عذرا أطفال درعا، فأنتم ممنوعون من صرف الحياة، لأنّكم رسمتم على الجدران ما لم يعجب الطاغية، وصرتم رسوما جميلة في الجنّة،

عذرا أطفال القصير ويبرود والقلمون وداريا في ريف دمشق. عذرا أطفال حمص، لأنّه “ما في شي بحمص”، ولأنّكم طالبتم بالحرية، تنامون جائعين في مخيّمات النزوح في جهات الأرض كلّها،

عذراً ابرهيم القاشوش، الذي قطع رجالُ مخابرات الأسد حنجرته، فالغناء ممنوعٌ ومحرّم، ودونه قطع الحناجر والرؤوس، حيث يقاتل قاسم سليماني جنبا إلى جنب مع رفيق السلاح الأميركي،

وعذرا ممن صدّقوا كذبة فيلق القدس، الذي لم يفعل شيئا من أجل القدس، وعذرا ممّن صدّقوا أن طريق فلسطين تمرّ في صنعاء ودمشق وبغداد وبيروت، ولا تصل إلى القدس أبدا.

لمن أزعجهم اعتذارُنا، ولمن أفرحهم، نحمل الكثير من الاعتذارات بعد، للمستقبل.